responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 31

حكمت سعادة متّصلة ترافق الإنسان في حياته ولا تودعه يوم موت، ولا يوم بعث ولا نشور.

إن الانكباب على الدنيا والانصراف عن اللّه عزّ ذكره لا يحقّق سعادة دنيا ولا آخرة، فإن السعادة تتطلّب شعوراً بالأمن على الحاضر والمستقبل وثقة من الفاقد بالذات، يتدفّق الفيض من الغير الغني بذاته، دعماً مستمراً، وحماية دائمة، وأكبر غنى في الدنيا لا يوفّر لصاحبه ذلك ولا الجيوش ولا العشائر والمواقع. وأي غنى بيد إنسان، وأي قوة وصحة، وأي رصيد مادي أو معنوي مما يؤتاه، يعيش هم الاحتفاظ به وحراسته وتوقع استلابه منه فيسهره ويضنيه ويرهق أعصابه من دون أن تفارقه حالة الخوف والترقّب والتحسّب لطروّ الأزمان؟ وكفى بهم المرض وعجز الشيخوخة وهمّ الموت منغصّاً للذات الحياة لمن لا يجد فرصة غير فرصة الحياة ولا عوضاً عن متاعبها وما يلمّ به فيها من الأزمات. وإذا كان عمر الآمال سنوات متلاشيات يعقبها عدم أو عذاب؛ فهي آمال صفراء بئيسة قصيرة حقيرة لا تحتضن السعادة ولا تنبت إنشراحاً ولا مسرّات إلا أن يكون دوّاراً أو غيبوبة تنسي الحقيقة. (وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‌* قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‌ وَ قَدْ

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست