responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 25

خصوص الطيّبات من الرزق فهي الرزق المعني لها، لأن ما كان من الخبائث وممنوعاً عنه لا ينسجم بأن تعبّر عنه الآية (ما رَزَقْناكُمْ) ولو بنحو الإطلاق الذي يشمله وما كان طيّباً، فلا معنى لكونه رزقاً لنا ولا يؤذن فيه، وقرينة الإمتنان لا تناسب الخبيث كذلك، وعليه يستظهر من الطغيان المنهي عنه في الآية هو الاستغراق في الطيّبات، وفصلها عن وظيفتها الطريقية، وتحويلها إلى هدف تقيم عليه النفس، وتنشغل به، وينقطع همّها عنده، وتجد أقصى لذّتها وسعادتها فيه.

وبيّنت الآية الكريمة أن هذا ينتهي إلى الهَوِيّ والسقوط في المستوى الإنساني، وهو الموضوع للهَوِيّ في النار والخلود فيها. نعم بالإنغماس حتى في الطيّبات من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والمركب والمنكح إلى حد التجمّد عندها والانقطاع إليها بلا معرفة بالنفس وبالرب، وبلا فاعلية روح ولا عبادة يخسر الإنسان إنسانيته، وتفشل حياته عن الوصول إلى غايتها السامية وهدفها الكبير. وهذه هي نهاية عبد وقع في غضب اللّه، واستحقّ خذلانه بما رضي به من التلهّي بلذّات الأرض والإقامة عندها منصرفاً عن بناء الروح،

اسم الکتاب : السعادة كيف نجدها؟ المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست