responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزواج و الأسرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 34

ثم إنَّ الخوف على الرزق لو كان له أن يُوقف قِطار التزويج، لكادت تنقرض قبائل وشعوب بكاملها. واللهُ الخالق العليم الحكيم أعلم بما يلامس قلوب عباده حتى الكثير من المؤمنين من هذه الهواجس وقد جاء قوله عزّ من قائل: « (وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى‌ مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْعِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْفَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [1]» ملامساً هذه الوساوس محذِّراً من الانسياق وراءها بما يعطّل حركة النسل، ويعقِّد مسألة الزواج، ويوجد كثيراً من الأزمات‌ [2].

مواصفات شريك الحياة

أسس الاختيار:

الصحيح أن يكون اختيار كلّ من الزوجين للآخر في ضوء الدّاعي الفطري لهذه العلاقة، والحاجة الطبيعية التي تدفع إليها، وفي ضوء الأهداف الواعية النبيلة من ورائها، والغايات الكريمة المتوخّاة منها، والأجواء التي تُعطي للطّرفين الرّاحة النفسية، وحالة السَكَن والطمأنينة التي تساعد على نجاح حياتهما وإنتاجها المثمر ورقيّها، وهي الأجواء التي تُرجى لها.

وما يأتي في الكثير من الحالات أن تُسبِّب الحاجة الجنسيّة، وما ترتبط به من حسن الصّورة، وجمال المنظر الخارجيّ، وجاذبيّة هذا الجانب إغفال الجانب المعنويّ في الزوج المنظور إليه والزوجة، فلا يُعتنى بمستوى عقليّ أو روحيّ، أو نفسيّ، أو دينيّ وخلقيّ، وإنما يكون كلّ التركيز على جانب البدن، وما عليه جمال الصورة وجاذبيتها.

والنظرة الدينية تريد للإنسان المسلم أن يقوم اختياره في الزواج على الاهتمام بكلِّ الأبعاد التي تُساعد على استقرار الزواج ونجاحه وأدائه لوظيفته‌


[1] سورة النور: 32.

[2] خطبة الجمعة (99) 19 ذي الحجة 1423 ه-- 21 فبراير 2003 م.

اسم الکتاب : الزواج و الأسرة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست