responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 44

البكاء على ما مضى من الزمن ليس بكاء السذج، وبكاء من يريد أن يبقى في الأرض طويلًا بأيّ ثمن وعلى أيّ حال، هو بكاء على ما فرّط من زمن لم يستثمره بالكامل في طاعة الله تبارك وتعالى، على زمن سجّل عليه ما شاء الله من السيئات ولا يدري ما حفظ له من الحسنات. يأتي بعد ذلك الحنين إلى الأوطان، الحنين إلى الأوطان، وأنه من شيمة الرجال، ومن كرم الرجال. والأوطان ليست حبّات رمل ولا شجراً أو أيّ شي‌ء من جماد في قطعة محددة من الأرض تحنّ إليها، إنما الأوطان قبل ذلك وأهمّ من ذلك رجال صالحون، ونساء صالحات، وسجايا كريمة، وفكر قويم، وعدل اجتماعي، وصلاح وكمال إنساني. وإلا فإنّ خير الأوطان ما حملك كما في كلمة أخرى له عليه السلام. إذا كان وطني روسيا، وأعيش غربة الفكر، وغربة الإيمان، وأعيش مطارداً في أمني، وأعيش مهدداً في ديني، وأعيش على حساب إنسانيتي، فلا بدّ أن أبحث عن وطن آخر غيره. صحيح أنّنا من خلال مرتكزاتنا الفطرية، بارتباط حياتنا بقطعة من الأرض نميل إليها ونحنّ إليها، لكنّ العقل فوق كل شي‌ء، والدين فوق كل شي‌ء.

«ما أكثرالإخوان عند الجفان‌- موائد الطعام-وأقلّهم عند حادثات الزمان‌» [1]، الغني يمتلئ مجلس استقباله بالناس، وتتدفق عليه فئات المجتمع ما دامت ولائمه عامرة، أما وأنّ زمانه قد تبدّل، وأصيب الرجل بظرف جديد فيه شحّ، ترى الناس تنساه، وتدبر عنه‌ [2].

في وصف المؤمن: «يعطف على أخيه بزلّته، ويرعى مامضى من قديم صحبته‌» [3]، زلّة القدم بالذنب ضعف، ومرض، والضعيف والمريض محل‌


[1] ميزان الحكمة، الريشهري، ج 1، ص 52.

[2] خطبة الجمعة (267) 22 ذي الحجة 1427 ه-- 12 يناير 2007 م.

[3] الحديث عن الرسول صلي الله عليه وآله. ميزان الحكمة ج 1 ص 55- 56.

اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست