responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 42

وبين أمّ هي من أهل الله تعالى، المقايسة بين أخ في الله وأمّ بما هي أم، المنظور فيها أنها أمّ فقط، وبين أب المنظور فيه أنه أب فقط، وكم من أب ساق ولده إلى النار، وكم من أمّ ساقت ولدها إلى النار من خلال العاطفة البسيطة المجنونة، والرؤية القصيرة والقلب الخبيث. إذن لأخ في الله يكون في أحيان كثيرة أرحم من الأمهات والآباء [1].

المقام الثاني: معنى «المؤمن أخالمؤمن لأمه وأبيه»؟

قال أبو عبدالله عليه السلام: «إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم،وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون‌» [2].

كيف يكون المؤمنون بني أبٍ وأم دون غيرهم من الناس؟ آدم وحوّاء أب وأم لكلّ الناس، مؤمنين وغير مؤمنين، فمن أين جاء الأب والأم اللذان يشترك في التحدّر منهما المؤمنون خاصَّة؟

من تفاسير ذلك أنهما نفخة الروح الإلهية، والطينة الطاهرة، والماء العذب الذي كان منه هذه الطائفة من الناس. الروح الإيمانية تجمعهم عقولًا وقلوباً، تجمعهم أفكاراً ومشاعرَ، ويشتركون من خلال نفخة الروح، وتميّز الطينة في النهج الإيماني الواحد، والمشاعر الطاهرة الملتحمة. ونسأل هنا: وليس للآخرين نفخة روح؟! بلى، لهم نفخة روح، ولكن لم يحتفظوا بها، وعقّوا هذا النوع من الصلة، وتخلّوا عنها، فيمكن أن نكمل الرأي بهذه الإضافة. وهناك تفاسير أخرى لاشتراك المؤمنين بالخصوص في أبٍ وأمٍّ دون غيرهم.

ويترتب على هذا أنّ هناك أباً وأمّاً أشرف من الآباء والأمهات الذين يشترك فيهم الأبناء من ناحية مادية، فإذاً هذه الإخوة القائمة على هذا الأصل‌


[1] خطبة الجمعة (265) 8 ذي الحجة 1427 ه-- 29 ديسمبر 2006 م.

[2] شرح أصول الكافي ج 9 ص 33.

اسم الکتاب : الإخوة الإيمانية في الكتاب و السنة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست