responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 54

يذكرك بصديقك، يذكرك بعدوك يذكرك بحقائق جمة كلها تحتاجها في حياتك. وعن القرآن الكريم كذلك: «وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ‌ [1]

وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله‌ «فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ [2]» دور الرسول أن يذكرّك، أن يوقفك على دقائق ذاتك، على متطلبات ذاتك، على أبعاد ذاتك، على واقع المسيرة الاجتماعية، وما ينبغي أن تكون عليه المسيرة الاجتماعية، وما ينبغي لك أن تعطيه من اهتمام لدنياك، وما ينبغي أن تعطيه من اهتمام لآخرتك. ما ينبغي أن تكون عليه في تعاملك مع الله، وما ينبغي أن تكون عليه في تعاملك مع أعداء الله.

القرآن الكريم يقدم لك خارطة الطريق بكل وضوح، وهو يكشف لك عن حقائق الذات، عن أبعاد الفطرة، عن ما تحدثك به نفسك في الداخل. هناك صوتٌ مطمور، تطمره الجاهلية فيك، هناك نورٌ في داخلك، تطفئه الجاهلية، والقرآن يجلي لك عن هذا النور، ويرفع كلّ الحواجز أمام الصوت الفطري، أمام صوت الخلقة من صنع الله سبحانه و تعالي في داخل ذاتك ليحبّب لك الله، ويبغّض لك الشيطان.

هذا هو واقع الرسالة الإسلامية والحضارة من صياغتها قرآنٌ مذّكر ورسولٌ مذّكر؛ لا يتعاملان مع الإنسان بالوهم والخيال ولا ينسيانه حقائق الواقع ولا يستغفلانه أو يلهيانه عن ربّه ونفسه وعن كلّ الحقائق المؤثرة في حاضره ومستقبله.

ولو فتحنا أعيننا لوجدنا حضارة الجاهلية تتجه الاتجاه المعاكس في كلّ ذلك، تقوم على أن تنسينا، على أن تستغفلنا، على أن تلهينا عن قيمة ذواتنا، عن ضرورة العلاقة بالله سبحانه و تعالي، عن ما ينفع، عن ما يضر.


[1] سورة القلم: 52.

[2] سورة الغاشية: 21.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست