responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 99

الطريقُ الثّالث: معرفةُ النّفس‌

" إنّ معرفة النّفس من الطرق إلى معرفة الله عزوجل، لما بين معرفة النّفس ومعرفة الله تعالى من علاقة، وإليك النّصوص التي تُبيِّن هذه العلاقة الموجودة" بين معرفة النفس ومعرفة الرَّب:

[قال تعالى:] (وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ، وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ) [1].

[وقال تعالى:] (وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ ما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [2].

[وقال تعالى:] (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [3].

وفي الحديث [عن النّبي صلي الله عليه وآله أنّه قال‌]: «مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَقَد عَرَفَ رَبَّهُ) [4].

وفي الحديث الآخر: «أَعْرَفُكُمبِنَفسِهِ أَعْرَفُكُم بِرَبِّهِ» [5].

لو جهل الإنسان بكلّ ما حوله من هذا العالم، وقضاياه ما كان منه أن يجهل نفسَه، وهي حاضرةٌ لديه وهو هي وليس شيئًا غيرها.

والآيات القرآنية الكريمة تُشير إلى ما تَعُجُّ به نفس الإنسان من آيات الله التي لا تدعُ مجالًا للشكّ في معرفته، ولا تغيمُ لدلالتها التامّة بصيرتُها عن رؤيته.

ونفسُ الإنسان وجودٌ قائمٌ لا يغيب عنه وليس من خَلْقِه، ولا يَدَ لَهُ فيه، وطاقة تفكير لم يوجدها [6]، ولم يكن المُقدِرَ لها على التفكير، ومشاعرُ تتناوب على داخله ليست من صنعه ولا يملك أن يمنع ورودها، ولا اجتثاثَ نبتتها في ذاته، ولا الحيلولة دون تأثيرها فيه، ودوافعُ لاهبةٌ تُحرّك سلوكه ليست من فعله ولا سبيل له أن يُلغيَها من وجوده، وأشواقٌ كماليّةٌ عالية هي بُعْدٌ أصيل من أبعاد


[1]. الذاريات: 20- 21.

[2]. الجاثية: 4.

[3]. فصلت: 53.

[4]. مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق عليه السلام: 13.

[5]. روضة الواعظين للنيسابوري: 20.

[6]. نفسنا طاقة تفكير ومشاعر إلخ. «منه حفظه الله»

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست