responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 98

وفطرة، ولم يبقَ لربوبيتهم الكاذبة أيُّ ضغط على نفسه، وخرّ ساجداً لله وحده، موجِّهاً وجهه لربه الحقّ، لا يُعطي من نفسه ووقته وما ملكت يداه، ولا من همِّه وأمله لغيره أبداً، ولا يميل مبتغياً من دونه ملتحداً، ولا ينظر لنفسه حتى يكون قد أشرك بربه أحداً .. (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

والآن علينا أن نستذكر أنَّ الشخصيات تتألق وتأفُلُ، الدّول تقوم وتسقط، النّبتة تترعرع وتذبُل، الطّروحات الأرضية تظهر وتذوي، [وكذا] المال [و] سلطة المخلوقين [و] قوَّتهم.

[وإنّ‌] بواسق النخل، [و] فارعات الشجر، [و] سامقات الجبال، [و] كلّ شي‌ء داخل في حدِّ الإمكان، لا يستطيل عالياً إلا ليعود الشي‌ءَ الضئيل اللصيق، ولا يشتد إلا ليضعف، ولا يتماسك إلا ليتبعثر، ولا يحيى إلا ليموت، ولا يكون إلا لينتهي إلا أن يشاء الله.

إنّه ما من شي‌ء من دونه سبحانه وتعالي بمستمسك من داخل ذاته بوجوده أو حياته أو قوته أو غناه، كلّ ممكن دائماً في معرض الأفول والتلاشي والاندثار والفناء. فلا إله إلا الله، ولا معبود سواه، (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَ يَبْقى‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ) [1]، (وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [2].

الهالك ليس إلهاً، المحكوم ليس إلهاً. الإله من يُهلِك ولا يَهلك، ويَحكمُ ولا يُحكم، وإليه مرجع الأشياء كلها في وجودها وفنائها، والأحياء كلها في حياتها وموتها، ولا مرجع لمبعوث إلا إليه" [3].


[1]. الرحمن: 26- 27.

[2]. القصص" 88.

[3]. خطبة الجمعة (96) 28 ذي القعدة 1423 ه- الموافق 31 يناير 2003 م‌

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست