responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 90

أنا، كلّ الآخرين خُلِقوا من غير أي علّة، وولدوا من العدم المحض، وكان العدم أقوى من الوجود فأعطاه، أوكان العدم وجوداً في الوقت نفسه حتى يمكن أن نفترض أن وجوداً ولد من العدم؟! أي عقل، أي فطرة، أي وجدان يُعطي احتمال واحد على بليون لفرضية من هذا النوع؟! (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‌ءٍ) [1] ..

فرضٌ آخر: (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) [2]. أفي نفسك احتمال ضئيل بأنك خلقت نفسك؟ أفي نفسك احتمال ضئيل بأن أباك قد خلقك؟ أفي نفسك احتمال ضئيل أن شيئاً يساويك فقداً في الأصل قد أعطاك؟ الحجر، الشجر، الإنسان، الملك، كلّ ما هو ليس بواجب الوجود، وليس موجوداً في نفسه بنفسه لنفسه، كلّ هذه الأشياء على قدرك، الملك في ذاته وفي أصله يعيش الفقد كما كنت تعيش، يعيش حالة العدم كما كنت تعيش، يفتقد الوجود من داخله، كلّ الأشياء تفتقد الوجود من داخل ذاتها، وتفتقد من داخلها، قرار الوجود، فهي دائما محتاجة إلى وجود لكي توجد في الابتداء، وفي الاستمرار، ليس أنت وحدك الذي لا يأتي الفرض بأنك خلقت نفسك، ولا أقوى قوة في الأرض هي التي تساويك فقط في فقد القدرة، إنما حتى من كان هو أقرب ملك فهو عدم في نفسه لولا فيض من ربه؛ فلا يمكن أن يأتي في الاحتمال أنك مخلوق له بالأصل.

(أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) [3]: هم لا بما هم هم، خذها بما هم ممكنات، بما هم في مستوى الممكن، وإذا امتنع على هذا الممكن وهو أنت وأنا أن نخلق أنفسنا امتنع على كلّ ممكن أن يخلق نفسه فضلًا عن أن يخلق غيره.


[1]. الطور: 35.

[2]. المصدر نفسه.

[3]. الطور: 35.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست