responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 88

تَشْهَدُ بِذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُمْ: فَمَنْ أَعْطَى الطَّبِيعَةَ هَذِهِ الْحِكْمَةَ، وَالْوُقُوفَ عَلَى حُدُودِ الأَشْيَاءِ بِلَا مُجَاوَزَةٍ لَهَا

[1]،

وَهَذَا قَدْ تَعْجِزُ عَنْهُ الْعُقُولُ بَعْدَ طُولِ التَّجَارِبِ‌ [2]؟ فَإِنْ أَوْجَبُوا لِلطَّبِيعَةِ الْحِكْمَةَ وَالْقُدْرَةَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الأَفْعَالِ‌

[3]،

فَقَدْ أَقَرُّوا بِمَا أَنْكَرُوا، لأَنَّ هَذِهِ فِي صِفَاتِ الْخَالِق‌

[4]،

وَإِنْ أَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ هَذَا لِلطَّبِيعَةِ، فَهَذَا وَجْهُ الْخَلْقِ يَهْتِفُ بِأَنَّ الْفِعْلَ لِلْخَالِقِ الْحَكِيمِ‌» [5]" [6].

و" قوله تعالى: (وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ ما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [7] .. آياتٌ لا تُحصى، ولا يملك لها إنسان عدّاً في أصل الخلق، في انبثاقة الخلق من رحم العدم، إن كان للعدم رحم، في دقائق كلّ مخلوق، وعجائب تركيبه، ولطائف أجهزته، وتناسق وجوده مع غايته، وتناسب صنعه مع وظيفته، وعلاقات ذرّاته وخلاياه وأعضائه وأجهزته وجميع مؤلِّفاته، وتكامل دوره مع أدوار


[1]. هل الطبيعة قدّرت الأشياء تقديرا، وحددتها تحديدا، وأعطتها الوزن المعيّن، ولاءمت بين ما عليه طبيعتها، وما يراد لها من غايتها؟ وهل قدّرت لكل شي‌ء دوره وموقعه؟ ووضعته في الموضع المناسب لنظام الكون العام؟ «منه حفظه الله»

[2]. تضمّ التجارب المعطاءة الموفّرة للخبرة إلى العقل الكبير، إلى العقل المدبّر، المفكّر وتراهما يعجزان عن صنع ما عليه نظام الذرة، وما عليه نظام الجزي‌ء الصغير من أي جسم ومن النظام الذي يحكم الجسم كلّه. «منه حفظه الله»

[3]. التي تتجاوز قدرة العقول والتجارب. «منه حفظه الله»

[4]. فهم اعترفوا بالخالق إلا أنهم بدل أن يقولوا بأنّه الله قالوا بأنه الطبيعة، أعطوا الطبيعة الحكمة والعقل والتدبير والإبداع والهندسة الدقيقة والنظام الفائق الرائع الذي يتجاوز حدّ العقل البشري، ويتجاوز الخبرة البشرية، أعطوا الطبيعة كلّ هذا وأنكروه على الله تبارك وتعالى. وما هي الطبيعة؟ شجر، حجر، رمل، أجرام سماوية، إنهم أقروا بالخالق من خلال الإقرار بصفاته ولكنهم خالفوا العقل والفطرة بأن أعطوا عنوان الخالق للطبيعة وهو أمر سفه بوضوح. «منه حفظه الله»

[5]. التوحيد للجعفي: 120.

[6]. خطبة الجمعة (276) 26 صفر 1428 ه-- 16 مارس 2007 م.

[7]. الجاثية: 4.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست