الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) [1]، من مظاهر إخراج الميت من الحي، هذا الشجر الباسق الذي يستوقد به النّاس، ويدخل في العمارة التي تشيدها يد الإنسان، وهو ناتج الحياة التي سرت في البذرة فصارت نبتة، ثم تحولت إلى شجرة سامقة تخدم بجماديتها عمارة الإنسان وصناعته" [2].

العامل الرابع: التّدبّر في قانون الزّوجية

" تقول الآيات الكريمة: (وَ مِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها،) [3] (فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) [4]، (وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً) [5].

تتحدث الآيات الثلاث عن دائرة من دوائر قانون الزوجية، وهي دائرة الإنسان، وأن الإنسان في الأرض يخضع لهذا القانون في استمرار، وأن هذا القانون من صنع الله تبارك وتعالى.

تتحدّث آيات أخرى عن قانون الزوجية في دائرة أخرى وهي دائرة النبات‌ (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لا يَعْلَمُونَ) [6]. وتتعدَّى هذه الآية الكريمة دائرة النبات إلى الدائرة الواسعة من قانون الزوجية، والذي كان يعلم الإنسان له مساحة، ويجهل مساحات أخرى.

(أَ وَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) [7].

[1]. الروم: 19.

[2]. خطبة الجمعة (273) 5 صفر 1428 ه-- 23 فبراير 2007 م‌

[3]. الروم: 21.

[4]. الشورى: 11.

[5]. فاطر: 11.

[6]. يس: 366.

[7]. الشعراء: 7- 8.