responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 44

(يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى‌ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) [1] .. لا تخاف من موت، من مستقبل، اطمئنت إلى الله، إلى رحمته سبحانه وتعالي، عرفته، آمنت به، استيقنت بجلاله وجماله وكماله ورحمته ولطفه، انصرفت بكلها إليه، آمنة مطمئنة، إذ ليس بعد الانصراف إلى الله سبحانه والدخول في حصن قوته ولطفه ورحمته ما يخيف.

(وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‌ حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‌ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) [2].

وهذه الأحوال المختلفة التي تعرض الإيمانَ ليست مفصولة عن مسؤولية الإنسان، ولا بعيدة عن إرادته" [3].

وينحدر مستوى الإيمان ويرقّ ويضعُف ويتسطّح ويتزلزل إذا سلكت النفسُ طريقَ المعصية، وَأَخَذَتْ في الانحراف عمّا تعلم من الحق، والاستكبار على ما وصلها من حجّة، واستلانت للقبائح، وانغمرت فيها.

ولأنَّ الإنسان يملك إرادة الطاعة والمعصية للتكليف، والاستكبار على مقتضى الإيمان المتوفّر له صار من الحق أن يُعاقَب على خسارة الإيمان، ووهنه بعد شدّته، وتزلزله بعد ثباته وترسّخه.

قد يقول أحدنا أنا لا أملك أن أؤمن أو لا أؤمن، كما أنني لا أملك أن أظن أو لا أظن، ولكن إذا ملك أحدنا أسباب زيادة الإيمان، أو أسباب نقيصته فقد ملك الإيمان من ناحية استحقاق العقوبة والمثوبة" [4].

وهناك أمران يمكن الإشارة إليهما في هذا السّياق:


[1]. الفجر: 27- 28.

[2]. الحج: 11.

[3]. خطبة الجمعة (379) 8 شعبان 1430 ه-- 31 يوليو 2009 م.

[4]. خطبة الجمعة (380) 15 شعبان 1430 ه-- 7 أغسطس 2009 م.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست