responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 359

[وعنه عليه السلام أنه قال‌]: «لَاشَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَة» [1]. منبع الفضل كله هو الله سبحانه: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً) [2]، ولا توفيق إلا من عنده، ولا من هداية إلا من فضله، والعمل الصالح بتسديده ورحمته، هذا فهم، نضيف إليه هذا الفهم الآخر: نحن نختار مستقبلنا، وبما مكننا الله وبرحمة منه نصير إلى الجنة، ونفتح لأنفسنا باب الشفاعة، وبتفريط منّا، ووضع النّعم في غير موضعها نفتح على أنفسنا أبواب النار، ونغلق عنها أبواب النجاة، ونسقطها عن مستوى الشفاعة، فلا تشملها شفاعة محمد صلي الله عليه وآله، وما هو أدنى منها، فلا نُشفّع ولا ننال من أحد شفاعة.

فمصيرك لا يصنعه غيرك من خلق الله، حتّى الشّفعاء، وإنما أنت المسؤول الأول عن مستقبلك، وباختيارك، وعملك تحدد بعد إرادة الله أن تكون من الشفعاء، أو ممن ينجو بالشفاعة، أو ممن لا نجاة له ولا يُشفّع فيه شفيع، تقول الآية الكريمة: (وَ ما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ* فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ* وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) [3] .. إذا ضلّ العبد فقد الشفيع يوم القيامة، والصديق الحميم.

وانظر تعبير: «شَافِعُالْخَلْقِ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ ولُزُومُ الصِّدْقِ» [4]، ودلالة هذا التعبير، فهو أسلوب من أساليب القصر، والحديث يريد أن يقول: إنّ أبواب النجاة عنك مسدودة، وأبواب الشفاعة مغلقة، ما لم تتحرك أنت بإرادتك في اتجاه سبيل النجاة، ومن أجل فتح باب الشفاعة.

وعن الرسول صلي الله عليه وآله: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي غَداً، وَأَوْجَبَكُمْ عَلَيَّ شَفَاعَةً: أَصْدَقُكُمْ لِسَاناً، وَأَدَّاكُمْ لِلأَمَانَةِ- أكثركم أداء للأمانة-، وَأَحْسَنُكُمْ خُلُقاً،


[1]. الكافي للكليني: 8/ 19 ح 4.

[2]. الزمر: 44.

[3]. الشعراء: 99- 101.

[4]. عيون الحكم والمواعظ لليثي: 297 ح 5306.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست