responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 357

النوع الثاني: شفاعة الرّفع:

" وهناك شفاعة أخرى لمن كان حظه الجنة، وهذه الشفاعة هي شفاعة رفع الدرجات، فتفاوتٌ كبير في الجنة بين درجة وأخرى، والتفاوت هناك أكبر منه هنا في الدرجات. عن الرسول صلي الله عليه وآله: «إِنَّمَاشَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي فَأَمَّا الْمُحْسِنُونَ فَمَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل» [1]. قرأنا هذا النص قبل، ويُفهم منه: أنَّ فئةً من الناس هي فئة المحسنين، لا تحتاج إلى شفاعة أحد من شفعاء الأرض والسماء، وأن هذه الفئة لها الجنّة بما كسبت من عمل صالح بعد رحمة الله، لكن مع هذا نقرأ عن الصادق عليه السلام: «مَا أَحَدٌ مِنَ الأَوَّلِينَوالآخِرِينَ، إِلا وهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍصلي الله عليه وآله‌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2]، فإذا كانت فئة من النّاس لا تحتاج إلى شفاعة لدخول الجنّة، فما معنى أنَّ الأولين والآخرين محتاجون إلى شفاعة محمد صلي الله عليه وآله؟! لا بدَّ أن يكون موضوع هذا الشفاعة غير دخول أصل الجنة، فالشَّفاعةُ الثَّانيةُ التي يحتاجها الأولون والآخرون هي شفاعة رفع الدرجات.

عن عبيدة بن زرارة قال‌: «سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‌ عليه السلام‌عَنِ الْمُؤْمِنِ، هَلْ لَهُ شَفَاعَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَالْقَوْمِ: هَلْ يَحْتَاجُ الْمُؤْمِنُ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍصلي الله عليه وآله‌ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّلِلْمُؤْمِنِينَ خَطَايَا وذُنُوباً، وَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا يَحْتَاجُ إِلَىشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله‌يَوْمَئِذٍ» [3].

فالحديث هنا يعطي للمؤمن الشفاعة، وأنه يشفع في غيره، فواضح جدّاً أنَّ هذا الذي يشفع في غيره، هو غير محتاج إلى شفاعة أحد في دخول أصل الجنة، وأهل النّار لا يمكن أن يشفعوا في غيرهم ليدخلوا الجنة، فهذا رجل ليس من أهل النار لكن مع ذلك يقول عنه الحديث أنه يحتاج إلى شفاعة


[1]. الأمالي للصدوق: 7 ح 4.

[2]. المحاسن للبرقي: 1/ 184 ح 186.

[3]. تفسير العياشي للعياشي: 2/ 314 ح 150.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست