اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 224
ولامتحان الإمامة للناس فقدت
الشهادات الغفيرة من الكتاب العزيز، والسنة المطهرة في شأن علي عليه السلام ولزوم
إمامته قوة تأثيرها الهائل في نفوس المسلمين، وقوبلت بالاجتهاد.
وها هم المسلمون بكلّ مذاهبهم،
ومنهم من تؤلمه ما تعاملت به الأمة مع إمامة أهل البيت عليهم السلام، تكثر بينهم
الصراعات، ويستهان بالحرمات، ويخوضون في دماء بعضهم البعض خوضا، لكون امتحان
الإمامة يكبر نفوسهم، ولا يتحملون شدّته، فيسقطون في الخطيئة أمام تحدّيه.
وما أكثر المنافسات المتلوّنة بألف
لون في هذا المجال، ومبعثها واحد، وهو ثقل الحقّ في هذه المسألة الامتحان"
[1].
" كان النّاس ولا زالوا
يقبلون بشيء من الدّين لا يمس مصالحهم ومواقعهم، فإذا ما اقترب من ملامسة هذه
الدائرة أنكروه، أو تأولوه وزوّروه وتحايلوا عليه احتفاظاً بالمصالح، وهي موهومة
مذمومة، وحرصاً على المواقع وهي ذاهبة مشؤمة" [2].
" نتعلم من آية:
(بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ)[3]، أنّ
الرأي السّديد، قد يُخفى على النّاس تآمراً على الحق، وخيانة للحق، وقد يخفى هذا
الرّأي شفقة على الخلق، وإبقاء على شيء من الحقّ، ولقد سكت أئمة الهدى من أهل بيت
العصمة عليهم السلام عن بعض الحقّ من المنطلق الثاني، وكان تدرج الأحكام في
الإسلام من هذا المنطلق نفسه، وهذا داخل في مخاطبة الناس بقدر عقولهم"
[4].
[1]. خطبة الجمعة (376) 17 رجب
1430 ه-- 10 يوليو 2009 م.
[2]. خطبة الجمعة (49) 23 ذو
الحجة 1422 ه-- 8- 3- 2002 م