responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 211

وهذه هي العصمة النسبية؛ فهي عصمة محدودة تثبت في مورد أو أكثر، وتكون معدومة في موارد أخرى.

فأصل العصمة، والعصمة بصورة إجمالية أمرٌ معاش في حياة الإنسان العادي بشكل واضح مكشوف، ولا غرابةَ عند أحدٍ فيها.

وما يستغربه المستغربون ويستكثرونه هو العصمة الشّاملة المستوفية لكل جوانب الحياة والفكر والشعور عند الشّخص، وهي العصمة الثابتة للأنبياء وأئمّة الدّين المُصطَفين من الله سبحانه وتعالي.

وأنت لو قارنتَ بين العصمة العملية لشخص وآخر من غير الأنبياء والأئمة عليهم السلام لوجدتَ الفرق واسعاً جدّاً في بعض الأمثلة؛ فشخصٌ لا يكاد يستمسك أمام رغبة من الرغبات، ودافع من الدوافع، وشخص آخر قلّ ما تقع له على زلة أو خطأ.

وإذا وجدنا من هذه الفوارق الكثير، ووجدنا من بيننا صالحين يعسُر العثور على زلّةٍ لهم فكيف نستكثر على من اختارهم الله عزوجل لأن يكونوا قادة البشرية للكمال الذي يرتضيه، وأن يبلغوا القمة في العصمة، وأن تكون عصمتهم شاملة؟!" [1].

الأمرُ الخامسُ: مُتعلَّق العصمة

" العصمة من حيث المتعلَّق، مرةً: تكون عن الخطأ والسّهو العلمي أو العملي، وأُخرى: تكون عن المقارفة العمدية للذّنب والتقصير.

وعِصمة النبيّ عن الخطأ والسهو في تلقّي الوحي وتبليغه وتطبيقه، ما لم يكن ذلك بمقدّمة عمدية، ليس بيده كسائر النّاس، فَعَدَم تَعرّضه للشبهة في الوحي والخطأ والنسيان في كلّ موارد التبليغ والتطبيق والتشخيص لموضوعات الأحكام،


[1]. خطبة الجمعة (448) 17 جمادى الأول 1432 ه-- 22 أبريل 2011 م.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست