responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 196

المعتادة، وفي الوقت نفسه لم تَحْدُث من غير سبب على الإطلاق.

فالأسباب لا تحكم القدرة الإلهية، وإنما القدرةُ الإلهية هي التي تحكم الأسباب، ولا حدَّ عليها في إيجادها وتنويعها.

(قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى‌ أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [1].

إذاً ليس في المعجز خَرْقٌ للسنة الإلهية، وإنما الجديد فيه عن غيره من الحوادث أنَّ سَبَبه من نوع فوق قدرة البشر، وما يصل إليه علمُهم، وأنّه من نوع غيب يتجاوز إدراك العقول والتجارب.

وانحصارُ العلَّة لأيّ ظاهرة في أمر واحد ليست مسألة عقليّة في المعجز ولا غيره فالحرارة مثلًا كما هي أثر للنار، فإنها أثر للاحتكاك" [2].

التّساؤل الثالث:

" إنَّ النبيّ محمداً صلي الله عليه وآله لم يستجب لعدد من خوارق العادة التي اقترحها المشركون؛ فكيف يستقيم عدم استجابته لذلك مع كون الطريق إلى إثبات نبوّته هو المعجز؟

والجواب: أنّ اللازم لإثبات النبوّة هو إقامة الحجة عليها بحيث تكون مُلزِمة للعقل، ولا يجد العقل مفرّاً من التصديق بها مع شرط تخلّي صاحبه عن العناد، ولا يقتضي إثباتُ النبوّة الاستجابةَ لأيّ مقترحٍ مشتهىً لحالة المكابرة والعناد والجدل العقيم.

وقد ثبتت نبوّة الرّسول الخاتم صلي الله عليه وآله وسلم بأكثر من طريق؛ منها:

دلائل الصِّدْق الصارخ لمضمون رسالته.


[1]. آل عمران: 47.

[2]. خطبة الجمعة (441) 28 ربيع الأول 1432 ه-- 4 مارس 2011 م.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست