اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 184
المثال الثّالث:
قال تعالى:"
(وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ)[1]
.. المتبادر من الآية الكريمة أنّ التوسعة للسماء، لأنها المذكورة في السياق، وليس
لشيء آخر كالرّزق [2]، وذلك على حدّ ما في الآية
التالية: (وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)[3]، أي: الماهدون لها، بجعلها مهداً مناسباً لحياة الإنسان، وحركته،
وإقامة حضارته.
وإبقاء السماء في توسّع بقدرة الله
سبحانه فوق كلّ المعلومات البشرية المتاحة أيَام ذكر القرآن الكريم لهذه الحقيقة،
ومقدّماتُ الوصول إلى هذا الأمر كانت مفقودة، ولم يكن لها من سبيل.
وحديثاً جعلت الأبحاث العلمية
المتقدّمة، ووسائل الرّصد والكشف المتفوّقة، والمقدّمات العلمية المتراكمة العلماء
يذهبون إلى ما يوافق الآية الكريمة من توسّعٍ دائم للكون.
عن كتاب (حدود النجوم) بقلم الكاتب
(فرد هويل):" أنَّ أقصى سرعة لابتعاد النّجوم عن مركزها حتّى الآن 66 ألف
كيلو متر في الثانية، والمجرّات التي هي أبعد منها في نظرنا ومضُ نورها قليل جداً
حتى أنه من الصّعب تحديد سرعتها، والصّور الملتقطة من السماء تدلّ على أهمية هذا
الكشف، وأنَّ الفاصلة ما بين هذه المجرات تتّسع أكثر من المجرّات القريبة منا بسرعة"
[4].
ويقول (جورج جاموف)، في كتاب
(خلق العالم)، في هذا الصّدد:" إنَ
[2]. ربّما حُمل على التوسعة
(وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ) للرّزق، ولكنّ الرزق لم يُذكر
في سياق الآية، وإنما المذكور في سياق الآية هي السماء. فتكون التوسعة للسماء حسب
المتبادر الظاهر. «منه حفظه الله»