responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154

ينالُ رضا ربّه، والاختلاف بين النّاس في هذا دائم، وبعض هذه الأمور غيب يستحيل على الإنسان التوفر عليه، والإلمام به.

4. أن يعرف غاية وجوده، والهدف الرئيس من حياته الذي عليه أن يكرّس حياته في سبيل الوصول إليه، وكان النّاس ولا زالوا يعيشون الانقسام الواسع، الحادَّ، في غاية الوجود والحياة للإنسان.

5. أن يعرف المصير بعد الموت بكلّ تفاصيله، والآخرةَ المرتَقَبة بكلّ دقائقها، لأنّه لا بدَّ من موت، وأكفر كافر لا يستطيع أن ينفي احتمال الآخرة نفياً كلّياً، لا حِسّاً ولا عقلًا، وعلى الإنسان إمّا أن يملك يقين: أنّ الآخرة أمرٌ خيالي، وهو يقين متعذّر، أو أن يضع لها حساباً في منهج حياته، وكيفية تصريف عُمُره.

6. أن يعرف تأثير أحداث الماضي، وإن بَعُد عن حاضره، وما سيأتي به المستقبل، وإن طالت بينه وبينه المسافة مما سيواجهه، ومَنْ مِن أهل الأرض من يحيط بكلّ ما حمله الماضي، ويغيِّب المستقبل الغامض المكنون؟!

7. أن يعرف كلّ مصالح الأفعال ومفاسدها، ووزن كلّ مصلحةٍ ومفسدةٍ، ويملك مقارنة دقيقة بين كلّ مصلحة ومفسدة، وبين المفاسد فيما بينها، وبين المصالح كذلك ليختار المصلحة ويتجنّب المفسدة، ويدرأ المفسدة الأكبر بالمفسدة الأصغر عند الضرورة، ويتوفر على المصلحة الأعظم بالتضحية بالمصلحة الأقلّ عند التّزاحم، وما أكثر اختلاف النّاس حتَّى نخبهم في كلّ ذلك!!

8. ويحتاج الإنسان ليستقلّ بوضع منهج الحياة وما تحتاجه من تشريعات وأحكام فردية، وأسرية، واجتماعية، عامة، وأمميّة أن يتجرد من حبِّ الذات الضاغط لرعاية مصالح الشخص نفسه، والقبيلة والوطن، والقوم والأمّة مما ينتمي إليه على حساب الآخر. ولا إنسان بمعصوم في نفسه هذه العصمة بكاملها.

كلّ هذه الأمور مجتمعة هي التي يقوم عليها استغناء الإنسان عن منهج‌

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست