اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 153
الفصل
الثاني: حاجة البشرية إلى النبوَّة
" لعلّ أول سؤال يناسب طرحه في
مجال الحديث عن النبوة والرسالة، هو حول حاجة البشرية إلى ذلك.
وحتّى تستغني الأرض عن هدايات
السماء لإنسانها، في سيرته الإرادية على مستوى الفرد والمجتمع، ولا يتنزل وحيٌ،
بغض النظر عن ذلك، لا بدَّ من أمور:
1. أن يعرف الإنسان نفسه، وغيره من
النَّاس، بكامل أبعاد تكوينه، ودقائق وجوده وحياته، لأنّ من لم يعرف أيّ موضوع، لا
يعرف حكمه، وهذه المعرفة لا يدّعيها أحد من الناس، وكبار العبقريات البشرية، تُمضي
حياتها كاملة للتعرف على زاوية من زوايا الذّات البشرية، أو زوايا الكون العريض،
فلا تنتج يقيناً شاملًا نهائياً ثابتاً مشتركاً، لا تختلف عليه في تلك الزاوية.
2. أن يعرف كلّ بيئته من إنسان
وغيره، وكلّ شيء في الكون يؤثر على أي بُعد من أبعاد ذاته، وسيرته، لأنه غير
مفصول في كلّ ذلك عن محيطه، ومؤثرات الأرض والسماء الكثيرة المعقّدة.
وأين البشريةُ كلّها، فضلا عن
أبعاضها من هذه المعرفة الممتنعة؟!
3. أن يعرف علاقته بالله، وشأن
الله، وما لله عليه، وكيف يؤدّيْه، وكيف
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 153