اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 136
هذا الوجود [و] هذا الكون، أصلُ
وجوده وديمومته، إنّما بفيض الله سبحانه وتعالي وبعطائه، فالكون كلّه ممسوكٌ في
قبضة الله [و] محكومٌ بقدره، يُقدّر وجوده وحجمه ووقته، ويُقدّر منه كلّ شيءٍ.
تقول الآيات الكريمة:
(أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ)[1]،
[ف-] لو ارتفعت يد القدرة الإلهية عن هذا الكونِ [لما كان لهُ] وليٌّ ولا نصيرٌ.
هذا الكون لا تدبّره أمريكا ولا
روسيا، ولا يدبره أكبر مَلَكٍ أساساً وأصلًا، إِنّمَا هو تدبير الله سبحانه
وتعالي، فحينما ترى وجوداً ونظاماً ودقةً في [هذا] النظام، فأنتَ تنظرُ اللهَ
عزوجل، وتنظرُ يدَ القدرةِ الإلهية، والتنظيمِ الإلهي، والحكمةِ الإلهية،
والعنايةِ الإلهيةِ.
اسألوا أنفسكم، وأنتم مُسلمون،
[فهلْ] تنطق أنفسكم بهذا العلم أو لا تنطق؟
وأنا لا أحصر السؤال في المسلم،
لأنّ الآية الكريمة تطرح السؤال على النّاس، قبل أن تتلوث فطرتهم، وتطرحه عليهم
حتى بعد أن تتلوث، إِذَا حاولوا الغوص ببعض العناء إلى داخل ذواتهم.
[إنّه] ما من نفسٍ تستنطق ذاتها
الأصل، إلا وتجد في تلك الذات شهادة أن لا لإله إلا الله، وحده لا شريك"
[3].
" (أَ
لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما لَكُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ)[4].
فتّشوا، [و] أعطوا لخيالكم أن يمتدّ، ولإدراكاتكم أن تتحرك،