responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 133

والعارفون بالله تمنعهم معرفتهم من أن يتسلَّل إليهم اليأس من استجابة الله لدعائهم بكفاية الشرّ والخروج من الوَرَطات والهفوات، ونيل الخير وقضاء المآرب.

ثم فيما يجدون به سبحانه من أُنسٍ من طيب مناجاته ولذيذ الانقطاع إليه لا يفارقون دعاءه، ولا يصبرون عن مناجاته، فهي لذّةٌ ليس مثلها عندهم لذة، وهي النعمة الكبرى" [1].

10- الأنسُ بالله تعالى:

عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:" «إِنَّمَعْرِفَةَ اللَّهِ‌ عزوجل‌ آنِسٌ مِنْ كلّوَحْشَةٍ» [2] .. نحن نطلب الأنس في الأهل والأصدقاء، [و] في أن نجمع حولنا من الرأي العام أكبر قدر ممكن، ولكن ما يؤنس من الوحشة هو غير ذلك.

[وإنّ‌] القلب الذي يفقد الرؤية لله و [يفقد] معرفته [به سبحانه‌]، لا يمكن أن يأنس الأنسَ الكاملَ [وهو] بعيد عن معرفة الله سبحانه وتعالي. [ف-] كن في الظلمة الظلماء، [و] كن الوحيد الشريد، [و] كن في السجن المطبق، [و] كن في ظرف الفقر المدقع، وقلبك مفتوحٌ على معرفة الله، ستشعر بالأنس والعزّة والفخار والثّقة التّامّة.

وافقد معرفتك بالله، واسكن القصور، وكن من تكون في رغدك، فإنّك لن تكون الإنسان الذي يعيش قلبه الأنس الحقيقي وعلى أتمه.

«إِنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِعزوجل آنِسٌ مِنْ كلّ وَحْشَةٍ، وَصَاحِبٌ مِنْ كلّ وَحْدَةٍ، وَنُورٌ مِنْ كلّظُلْمَةٍ، وَقُوَّةٌ مِنْ كلّ ضَعْفٍ، وَشِفَاءٌ مِنْ كلّ سُقْمٍ» [3]. سقم الأرواح، سقم‌


[1]. خطبة الجمعة (597) 11 جمادى الآخر 1435 ه-- 11 أبريل 2014 م.

[2]. الكافي للكليني: 8/ 247 ح 347.

[3]. المصدر نفسه.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست