responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 119

وَلا شَدِيدَةَ الْبَرْدِ فَتُجْمِدَكُمْ، وَلا شَدِيدَةَ طِيبِ الرِّيحِ فَتَصْدَعَ هَامَاتِكُمْ، وَلا شَدِيدَةَ النَّتْنِ فَتُعْطِبَكُمْ‌ إلخ» [1].

هذا تفسير علي عليه السلام لمسألة علمية اختلف عليها العلماء السابقون اختلافاً كبيراً، ولم يصل الإنسان إلى حقيقة هذه القضية إلا بعد شوط كبير طويل من العلم، وبعد أن تجهّز بأسلحة الرؤية النافذة للفلك البعيد، وتوفر على دراسات كبيرة وفّرت له رؤية تنال الواقع" [2].

وانظر إلى قوله تعالى:" (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ) [3] .. الرزق يحتاج إلى إله، يحتاج إلى متصرّف في الكون، إلى مدبّر له، إلى مالك لكلّ ذرة من ذراته، إلى واضع لقوانين هذا الكون، متحكّم فيها، مسيطر عليها، الرزق يقوم على الخلق، على الإيجاد، على التكوين، الرزق ليس تمشية معاش جاهز، الرزق أن يولد حيوان، أن يحيا نبات، أن يسقط مطر، أن تمتلك الأرض خصوبة، قابلية الإنماء، أن تتعاون قوانين وقوانين على تولّد ظاهرة الحياة في الأرض بإذن الله تبارك وتعالى، الرزق يحتاج إلى إبداع دائم، وإلى صنع مستمر، وإلى فاعلية قائمة، وإلى إرادة حيّة قادرة، هذا هو الرزق.

في اليوم الواحد كم يأكل هذا العالم؟ كم يلبس؟ كم يشرب؟ كم يبني؟ من أين كلّ هذا؟ هذا قائم على الصنع، على الإيجاد، على الخلق، أيملك أحدنا أن يجيب بأنَّ الرازق غير الله؟! فليستنطق أحدنا نفسه بنفسه: هل من رازق غير الله؟ هل من خالق غير الله؟

والآية الكريمة تربط بين الخلق والرزق‌ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ‌


[1]. التوحيد للصدوق: 404 ح 11.

[2]. الجمعة (275) 19 صفر 1428 ه-- 9 مارس 2007 م.

[3]. فاطر: 33.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست