الشخصية الجامعة

يتلازم مفهوم القيادة- في جميع مستوياته الدنيا والعليا- مع شروط متعددة، وإلا أخفق القائد، وصعب عليه تسجيل النجاح، وتحقيق الأهداف، وكلما صعد مستوى موقع القيادة، كثرت الشروط، وتغلّظ المطلوب فيها، ولا شك أن القيادة التي تضطلع بإدارة دفّة المجتمعات من الناحية الاجتماعية والسياسية- من وجهة نظر دينية-، تستوجب توفر القائد على صفات كثيرة، وفي أعلى المستويات، وأشدّها دقّةً ..

وإن ما يميز شخصيتنا الفذة- من جهة كونه قائداً- لا يقتصر على أصل اتّصافه بأبرز صفات القائد فحسب، ولا على توفّره على هذه الصفات في مستوياتها العالية فقط، بل يتعدّى الأمر إلى بروز صفة الجامعية والشمولية في تلك الصفات إلى حدٍّ ملفتٍ جدّاً، لا يملك المرء أمامه إلا أن يقف مندهشاً متعجّباً، وهذا ما جعل سماحة الشيخ محطّ الأنظار عند المخالف والمؤالف، وذلك بما قدّمه- ويقدّمه- من نماذج أثبتت جدارته بالقيادة بشكل أوسع نطاقاً من أن يُحدّ في هذا البلد أو ذاك، وهذا ما كشفت عنه العديد من الكلمات والمواقف التي صدرت من أعلى مستويات المناصب الدينية والسياسة، والتي سجّلت إعجابها الشديد بحكمة هذا الرجل، وحنكته، وقدرته الفائقة على الخروج من دهاليز السياسة، بما يحفظ