وأ مّا
عائشة : فهي من العيش في الحياة ، فيقال للمراة : عائشة ،
تفاؤلاً بطول العمر والعيش السعيد[241] .
وهذان الاسمان ـ مع غيرهما
من الأسامي التي قد تأتي تبعاً واستطراداً ـ هي محور هذا القسم من
دراستنا ، وقد سعى البعض استغلالها والاستفادة منها إعلامياً للقول بأنّ
أئمّة أهل البيت قد سمّوا أولادهم بهذه التسميات حبّاً لأصحاب رسول الله وأ مّهات
المؤمنين ، ثمّ أضافوا بالقول : على أقلّ تقدير أنّ هذه التسميات تشير
إلى عدم وجود خلاف بينهم .
لكنّا نقول في جواب هكذا
اثارات : بأنّ التسميات قد تكون حبّاً لشخص معيّن ، كأن يسمّي الإنسان
ابنه باسم أبيه أو أخيه أو أيّ عزيز آخر عليه .
وقد تكون لعلاقته وتناغمه مع ذلك
الاسم بغضّ النظر عمّن تسمّى به حتى ـ ولو كان عدوّاً له ـ
ومن هذا القبيل تسمية بعض الشيعة أولادهم بخالد وزياد مع معرفتهما بمواقف خالد بن
الوليد وزياد بن أبيه ، لاعتقادهم بعدم جواز محاربة الأسماء بما هي
أسماء ، فهم لا يمتنعون من التسمية بها ، لوجود رجال يخالفونهم ولا
يحبّونهم قد تسمّوا بها ، و إلاّ لو فُتح هذا
الباب لشحّت الأسماء وصارت أندر من الكبريت الأحمر .
وقد تأتي تذكيراً بواقعة مفرحة أو
مؤلمة ، كتسمية الحاجّ ابنه بـ « مكّي » تذكيراً
بسفره إلى بيت الله ، وقد أخبرني أحد المؤمنين بأنّ أحد الطغاة سجن ابناً له
وتزامناً مع نجاة ابنه رزقه الله بنتاً سماها « نجاة » ،
فإنّ ابنته نجاة تذكّره وتذكّر جميع العائلة بما جرى على ابنهم من ظلم وعَسْفِ ذلك
الطاغية .