ج
ـ انّها للوالدين معاً ، لأنّ العرب كانت تعدّد الأسماء
إنّ حمل الإنسان العربي اسمين أو أكثر
قد يعود للوضع القبلي الذي كان يعيشه ، وقد قيل بأنّ الشخص كلّما عظم في عيون
الناس كثرت أسماؤه وتوالت على الألسن صفاته ، ومن هذا المنطلق ذهبوا إلى أنّ
لله تسعة وتسعين اسماً[206] ،
وأنّ للرسول عشرة أسماء خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن .
فأ مّا التي في
القرآن : محمّد ، وأحمد ، وعبدالله ، ويس ، ون ، وأ مّا التي ليست
في القرآن : فالفاتح ، والخاتم ، والكافي ، والمقفي ،
والحاشر[207] وقيل بأكثر
من ذلك .
و إنّ الأئمّة
وأبناءهم وأتباعهم لا يخرجون من هذه القاعدة[208] ،
فترى لفاطمة الزهراء تسعة اسماء ، ومن هذا المنطلق ترى لبعض ولد الأئمّة
اسمين ، فمثلاً قيل بأنّ الاسم الآخر للسيّدة سكينة بنت الحسين هو آمنة بنت
الحسين ، أو أن اسم السيدة رقية كان فاطمة كذلك ، وقد مر عليك بأن لميثم
التمار اسمان .
وهذه الحالة كانت متعارفة عند
العرب ، فلو راجعت تاريخ الإسلام للذهبي في ترجمة مالك بن أحمد بن علي ،
أبي عبدالله البانياسيّ الأصل البغدادي ، لرأيته يصرّح بهذا الأمر
ويقول : سمّاني أبي مالكاً وكنانّي بأبي عبدالله ، وسمّتني أمّي علياً
وكنتّني أبا الحسن ، فأنا أُعرف بهما[209] .
نعم ، إنّ هذا كان وما زال
متداولاً في بلداننا العربية كالعراق ولبنان والجزيرة ،