اسم
نبيّنا « محمّد » (صلى
الله عليه وآله)
كان سابقاً لتلك الأسماء في الوضع والتقدير الإلهي ، وهذا يعني أنّ كلّ من
سَمّوا به هم تَبَعٌ لاسمه المبارك في الحقيقة وإن تقدّموه في الوجود الخارجي[148] ،
ولذلك نرى أنّ جميع المتسمين بذلك كانوا مقاربين زماناً لمولد النبي (صلى
الله عليه وآله)
ومشارفين لآيات ولادة نبيّ آخر الزمان .
بعد كل هذا التفصيل نرجع إلى صلب
الموضوع لنرى هل حقّاً أنّ الأئمّة سَمّوا أولادهم ـ غير المعصومين ـ بأبي بكر
وعمر وعثمان وعائشة أم لا ؟ و إذا كانوا قد سَمُّوا
بذلك ففي ضمن أي الأقسام السابقة تدخل تلك التسميات ؟
من الطبيعي أ نّها لا
تدخل ضمن القسم الأوّل ، لأنّ الإمام علياً لم يكن من الجاهليين لتدخل
التسمية تحت هذا القسم في تسميات أولادهم .
وكذلك لا تدخل في القسم الثالث ;
لأنّ المسمَّين من ولده(عليه السلام) لم يكونوا جميعهم
من المعصومين حتّى نقول أنّ أسماءهم مشتقة من الإسم الإلهيّ .
فيبقى دخول هذه التسميات من قِبَلِهِم
ضمن القسم الثاني ، أي يكفي فيها أن تكون أسماءً غير قبيحة من حيث
اللّغة ، ولهذا أُقِرَّت التسمية بعمر وعائشة وأمثالها عندهم لوجود معنى
مقبول لها في اللّغة .
[148] روى
محمّد بن عدي أنه سأل أباه كيف سمّاه في الجاهلية محمّداً ؟
فقال :
خرجتُ مع جماعة من بني تميم ، فلما وردنا الشام نزلنا على غدير عليه
شجر ، فأشرف علينا ديراني فقال : من أنتم ؟
فقلنا :
من مضر ، فقال : أما إنه سوف يبعث منكم وشيكاً نبيّ فسارعوا إليه وخذوا
بحظكم منه ترشدوا ، فإنه خاتم النبيين .
فقلنا :
ما اسمه ؟
قال :
محمّد ، فلمّا صرنا إلى أهلنا ، ولد لكلّ واحد منّا غلام فسمّاه محمّد
اً ، (فتح الباري 6 : 556 ، سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي
1 : 113 ورواه الطبراني في المعجم الكبير 17 : 111 ح
273) .