وكيف
يتطابق هذا مع ما جاء عن الصادق(عليه السلام) توريةً حينما سئل
عن أبي بكر وعمر فقال : كانا امامين قاسطين عادلين ، كانا على الحق
وماتا عليه ، فرحمة الله عليهما يوم القيامة .
فلمّا خلا المجلس قال له بعض
أصحابه : كيف قلت يابن رسول الله ؟
فقال : نعم ، أما قولي :
كانا
إمامين ،
فهو مأخوذ من قوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) .
وأ مّا
قولي : قاسِطَيْن ، فهو
من قوله تعالى (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً) .
وأ مّا
قولي : عادلين ، فهو
مأخوذ من قوله تعالى (الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) .
وأ مّا
قولي : كانا
على الحقُّ ;
فالحق علي ، فهما قد تظاهرا عليه .
وقولي : ماتا عليه ،
المراد أ نّها لم
يتوبا عن تظاهرهما عليه ، بل ماتا على ظلمهما إيّاه .
وأ مّا
قولي : فرحمة
الله عليهما يوم القيامة ، فالمراد أنّ رسول الله ينتصف له
منهما ، أَخْذاً من قوله تعالى (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)[1220] .
بل إنّ هذا القول المدَّعى صدوره عن
الإمام الصادق يخالِف صريحاً ما ثبت عن أمير المؤمنين(عليه
السلام)
من قوله في الخطبة الشقشقية : «متى اعترضَ الريبُ فِيَّ مع الأوّل منهم حتى
صرت أقرن إلى هذه النظائر»[1221] ؟! إذ
لم يعترض الريب في أمير المؤمنين بأنّ أبا بكر ليس كفواً له ولا نظيراً له ،
فكيف يساوي ويقارن بينهما الإمام الصادق(عليه السلام) ؟!