كل
ذلك لتوثيق الصلة بين الآل والخلفاء ، في حين ليس بأيدينا نصٌّ واحد ولو كان
من ضعاف الأخبار يشير إلى أنّ الأئمّة أطلقوا هذه الكنية على أنفسهم أو على
أولادهم .
والآن لندرس ما حكوه عن الإمام الصادق
ـ ترسيخاً لما ادّعوه في تكنية ابن أبي قحافة بأبي بكر ـ من أنّ الإمام قَبِلَ هذه
الكنية له ، لأ نّه قال : ما أرجو
من
شفاعة علي شيئاً إلاّ وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ، ولقد وَلَدَني
مرّتين[1218] .
الإمام الصادق وانتسابه إلى ابن أبي قحافة
نحن لا ننكر اتّصال الإمام الصادق
بابن أبي قحافة من جهة الأم[1219] ،
لكنّا في الوقت نفسه نشكّ في صدور هذا الخبر وأمثاله عنه ، لأنّ شرف الانتساب
إلى النبيّ هو الشرف الذي ما فوقه من شرف ، فلو كان الإمام ذكر ذلك لكان
دفعاً
للشرّ
أو تأليفاً للقلوب ، لأ نّه ليس من المعقول
أن يقرن الإمام الصادق بين
الإمام
علي(عليه
السلام)
ـ الذي لم يسجد لصنم قط وهو من المطهّرين بنص الآية ـ مع
مَن
عبد الأصنام لفترة والمسمّى بعبد الكعبة أو عتيقاً في الجاهلية ، ويرجو
شفاعته ؟
وهل منزلة الذي ولد في الكعبة وقُتل
في المحراب تقاس بالذي لا يعرف عنه أ نّه قتل رجلاً من
المشركين .
وهل يمكن مقايسة قوم لم يشتهروا
بالفضيلة ، مع قوم أذهب الله عنهم الرجس ؟