كلّ
هذه النصوص تشير إلى أنّ كنية ابن أبي قحافة الأصلية هي (أبو فصيل) عند أهل البيت
ومناوئي ابن أبي قحافة ، وتتأكد صحّة دعوانا حينما نرى
الآخرين
لا يذكرون كنيته السابقة مع تأكيدهم على تغيير رسول الله لاسمه من عبدالكعبة أو
عتيق إلى عبدالله ، فما هي الكنية السابقة له إذن إن كانت غير
ما
قلناه ؟!
ذو الخلال مدح لأبي بكر أم ذمّ ؟
ذكرت كتب السيرة والتاريخ وجود لقب
«ذي الخلال» لأبي بكر ، فقد جاء في «موضح أوهام الجمع والتفريق» عن رافع بن
عمرو ـ رجل من طي ـ : أنّ رسول الله بعث عمرو بن العاص على جيش في ذات
السلاسل ، وبعث في ذلك الجيش أبا بكر وعمر وسراة أصحابه رضي الله عنهم ،
فانطلقوا حتى انتهوا إلى جبل طي ، فقالوا : انظروا لنا رجلاً يدلّنا على
الطريق يأخذ بنا المفاوز ، فقالوا : لا نعلمه إلاّ رافع بن عمرو ،
فإنّه كان رجلاً ربيلاً في الجاهلية ، قال ، فقلنا : ما
الربيل ؟ قال : اللص الذي يأخذ القوم وحده ثم يأخذ في المفاوز .
قال : فانطلقت معهم حتى إذا
رجعوا من المكان الذي حاجتهم فيه ، قال : أتيتُ أبا بكر فقلت : ياذا الخلال توسَّمتك
من بين أصحابك ، قال : ولِمَ ؟ قال : لتعلمني ،
قال : قد اجتهدت ، قال ، فقلت : أردتُ أن تخبرَني بشيء يسير إذا
فعلتُهُ كنت معكم ومنكم ، قال : تحفظ أصابعك الخمس ، قال :
قلت : نعم ، قال : فذكر شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً
رسول الله[1149] .
وقد اعتبره بعض مدحاً له واعتبره بعض
آخر ذماً له ، ولكلِّ من الطرفين نصوص في ذلك تؤيدهم ، وبما أن الأمر
مختَلَف فيه ، فعلينا نقل تلك النصوص لنتعرف هل أ نّه مكرمة
له أو منقصة ؟ فقبيلة هوازن كانت تعيّره بهذا اللقب وتعتبره
[1149] موضح
اوهام الجمع والتفريق 2 : 86 ، وانظر تاريخ دمشق
18 : 10 -