وابن
الكلبي (ت 204) في (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام) ، وابن عبيدة (ت 210)
والأصمعي (ت 216) في (الخيل) ، وابن الأعرابي (ت 231) والعيد جاني (ت
430) في (أسماء خيل العرب وأنسابها وفرسانها) ، والصاحبي التاجي (ت بعد 677)
كتاب (الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام) ، إلى غيرها من
عشرات الكتب المؤلفة في الخيل والبغال والحمير .
كما ألّف النضر بن شميل (ت 204)
والشيباني (ت 206) ، وسعيد بن اُوس الأنصاري (ت 215) ، والأصمعي (ت
216) ، وابن زياد الكلالي (ت 215) ، ونصر بن يوسف ـ تلميذ الكسائي ـ
وأحمد بن حاتم (ت 231) ، وابن السكّيت (ت 246) ، والضبّي (ت 250) ،
والجاحظ (ت 255) ، والسجستاني (ت 255) ، والرياشي (ت 257) ، وغيرهم
كُتُباً في الإبل .
فالخيل والإبل رأس تلك
الحيوانات ، وخصوصاً الإبل منها ، وذلك لمعرفتها بالطرق ، وصبرها
على الأذى والبلاء ، وحملها للإنسان ومأكوله وملبوسه ومتاعه ، وقدرتها
على تحمّل العطش لمدّة عشرة أيام ، وعيشها في الصحراء وعشقها للشمس ،
وقدرتها في التعرف على النبات المسموم بالشم .
وقد جعل الله لها خصائص كثيرة اُخرى
في وبرها وبولها ولبنها وشحمها وعظمها ، فقالوا عنها : إذا أحرق وبر
الإبل ووضع على الدم سكن وقطع الدم ، و إذا شرب
السكران من بول الإبل أفاق من حينه ، وإنّ بوله ينفع من ورم الكبد و يزيد في
الباه ويكثر الشعر ، وان التمضمض بلبنه يحمي الأسنان من التسوّس وينفع
الأسنان المأكولة ، وإنّ رائحة شحمه تخيف الحيتان فتولّي هاربة ، و إنّ عظمه
يفيد الصرعى ، إلى غيرها من عشرات الخصائص والفوائد ، حتى قيل
فيها : إن حملت أثقلت ، و إن سارت
أبعدت ، و إن حُلِبت
أروت ، و إن نُحِرت
أشبعت .