ممّا لا شك فيه أنّ الحياة في الجزيرة
العربية تختلف عن غيرها ; وذلك لطبيعتها الصحراوية ، ولكون الساكنين
فيها بَدْواً رحّلاً يتنقّلون بين الصحارى والأودية والجبال بحثاً عن الكلأ
والماء .
ونظراً لهذه الحالة الاجتماعية
والطبيعية كانوا يهتمّون بالنبات والحيوان كثيراً .
فقد صنف النضر بن شميل (ت 204) مجموعته
اللغوية المسماة بـ (الصفات) عن الزرع ، والكرم ،
والبقول ، والاشجار ، والرياح ، والسحاب ، والأمطار ،
وتبعه في ذلك أبو عمرو الشيباني (ت 206) بكتاب النخلة ، وأعقبهما الأصمعي (ت
213) بكتابه النخلة ، ثم ألف ابن الأعرابي (ت 231) كتاب صفة النخل وصفة الزرع
والنبت والبقل .
وقد كتب أبو زيد الأنصاري (ت 215)
كتاباً في التمر ، ومحمّد بن حبيب (ت 245) ، والحسين بن خالويه (ت
370) كتاباً في الشجر ، وقد ألّف أبو حاتم السجستاني (ت 255) في الكَرْم
خاصة .
وقد كتب الجاحظ (ت 255) والدميري (ت
742) وغيرهما في الحيوان عموماً .