وقد
اختلف النحاة في أصل اشتقاق الاسم ، فذهب الكوفيّون إلى أ نّه مشتقّ
من « وَسَمَ
يَسِمُ » ،
والوسم : هو العلامةُ ، والعلامة عندهم تغلب على السُّمُوُّ والرفعة في
المعنى .
وذهب البصريون إلى أ نّه مشتق من
« سما يسمو » ،
والسموّ : هو العلوّ والرفعة .
وبذلك يكون أصل الاسم على رأي
الكوفيين « وَسْماً » حذفت فاؤه
ـ التي هي الواو ـ وعوّض عنها الهمزة ، وإنّما سُمّي
اسماً ; لأ نّه سمة وعلامة
توضع على الشيء ، يعرف بها .
وأ مّا
البصريون فأخذوه من السُّمُوّ على وزن العُلُوّ والغُلُوّ ، ثم حذفت لامه
ـ التي هي الواو ـ وعوّض عنها الهمزة في أوله ، وسمي
اسماً ; لأ نّه
سما
بمسمّاه فرفعه وكشـف معناه ، وقيل : سمّي بذلك لعلوّه على قسـيميه ـ
الفعل والحرف ـ .
قال ابن دريد في مقدِّمة كتابه
الاشتقاق : وكان الذي حدانا على إنشاء هذا الكتاب أنّ قوماً ممن يَطعنُ على
اللسان العربي و ينسب أهله
إلى التسمية بما لا اصل له في لغتهم ، و إلى ادِّعاء
ما لم يقع عليه اصطلاح من أوَّليَّتهم ، وعدّوا أسماء جهلوا اشتقاقها ولم
ينفذ علمهم في الفحص عنها ، فعارضوا بالإنكار ، واحتجّوا بما ذكره
الخليل بزعمهم [104] .
وكان ابن دريد قد قال قبله عن
الجاهليين العرب : «لهم مذاهب في أسماء أبنائهم وعبيدهم وأتلادهم ،
فاستشنع قوم ـ إمّا جهلاً و إمّا تجاهلاً ـ
تسميتهم كلباً وكُليباً وأكلُبَ ، وخنزيراً وقرداً ، وما أشبه
ذلك ، مما لم يُسْتَقْصَ ذكره ، فطعنوا من حيث لا يجب الطعن ،
وعابوا من حيث لا يُسْتنبط عيب ، فشرحنا في كتابنا هذا