من
نَقَطَ حروف المصحف هو يحيى بن يعمر ، أو نصر بن عاصم ، أو أبو الأسود
الدُّؤلي .
ثم استخدم أبو الاسود الدؤلي النقط
الملوّنة للدلالة على إعراب الكلمة من الضم والنصب والجر .
وقيل بأن الإعجام ـ أي التمييز بين
الحروف المتقاربة مثل : (ب ت ث) و (ص ض) و (ط ظ) و (ع غ) ـ حصل في
إمارة الحجاج بن يوسف الثقفي ، وهناك أقوال اخرى بهذا الصدد لا حاجة لنا
بذكرها .
المهمّ أنّ العرب طوّروا كتابتهم
ورسموا لها أُصولاً في الإعراب والبناء ، وصنّفوا كتباً في التنقيط ،
والحركات ، والمؤتلف والمختلف ، والمتشابه في الحروف والحركات في الكنى
والأسماء والأنساب ، لأن كثيراً في الأسماء العربية متشابة في الرسم
والخط ، حتى قيل بأنّ أعرابياً قرأ (ولله ميزاب السماوات والأرض) ،
قيل : له ما الميزاب ؟ قال : هذا المطر الذي ترى[777] !! ،
إِنَّه حقاً تصحيف لقوله تعالى (مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) ،
وجاء في كتب القراءة بأن بعض المغرضين قراء قوله تعالى (الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ) (الخوارج
مكلبين)[778] .
اذن التصحيف ممكن وليس ببعيد سواء في
القرآن أو غيره ، وذلك لتقارب الكلمات العربية في الرسم .
فلا يستبعد بعد كل هذا أن يكون بعض
المسمَّين بعمر من الطالبيين إنّما كان اسمه عمرو ، وقد يكون العكس ،
وذلك لتقارب الكتابة بينهما ، فكتابة عُمَر في صورته الأولية تشبه كتابة
عَمْر ، قال العيني في (عمدة القارئ شرح صحيح البخاري): «ليس في الصحابة من
اسمه عمر بن الخطاب غيره ، وفي الصحابة عمر
[777] فهرست
ابن النديم (تحقيق رضا تجدد : 216 وأيضاً في تكملة فهرست ابن النديم
الملحقة بطبعة دار المعرفة بيروت : 5 -
[778] انظر
أخبار المصحفين للعسكري : 56 ، وميزان الاعتدال 5 : 50
وأخبار الحمقى والمغفلين : 72 -