responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 28
و يشهد بفضل غرابة الاسم قوله تعالى : ( لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً )[36] .

قال ابن الجوزي : فإن اعترض معترض فقال : ما وجه المدحة باسم لم يسمّ به أحد قبله ، ونرى كثيراً من الأسماء لم يسبق إليها ؟ فالجواب : أنّ وجه الفضيلة أنّ الله تعالى تولّى تسميته ولم يَكِلْ ذلك إلى أبويه ، فسمّاه باسم لم يسبق إليه[37] .

وفي بحارالأنوار في قوله تعالى : ( أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى )[38] سمّاه الله بهذا الاسم قبل مولده ، واختلف فيه لم سمّي بيحيى ؟ فقيل : لانّ الله أحيا به عقر أمّه ، عن ابن عبّاس ، وقيل : لأنّ الله سبحانه أحياه بالإيمان ، عن قتادة ، وقيل : لأ نّه سبحانه أحيا قلبه بالنبوّة ، ولم يسمّ قبله أحداً بيحيى[39] .

ولا يخفى عليك بأنَّ تنوُّع الأَسماء يختلف باختلاف المُسَمِّين وما يدور في خزائن أَخيلتهم ممّا يألفونه و يجاورونه و يخالطونه ، و إنّ غالب أسماء العرب كانت توضع على الفأل ، لأنَّ الأسماء الحسنة الجميلة تبعث على التفاؤل ، أ مّا الأسماء الخبيثة الرديئة فإنّها تولي التشاؤم .

والإسلام حبّذ التفاؤل ولم ينه عنه ، وكذا التشاؤم من الأسماء القبيحة ، بل قيل : إنّ رسول الله كان يتأثّر من الأسماء القبيحة و يفرح بالأسماء الحسنة ، وكان يقول إذا أعجبته كلمة : أخذنا فالك من فيك ، و إنّه(صلى الله عليه وآله) يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع : يا راشد يا نجيح ، وإنّه قال : لا عدوى ولا طيرة و يعجبني الفأل[40] .


[36] مريم : 7 -

[37] زاد المسير 5 : 211 ، وعمدة القارئ 26 : 20 -

[38] آل عمران : 39 -

[39] بحار الأنوار 14 : 169 -

[40] انظر المفصل في تاريخ العرب 12 : 379 ، وانظر حديث «أخذنا فألك من فيك» في سنن أبي داود 4 : 18 ح 3917 ، وحديث «لا عدوى ولا طيره » في صحيح البخاري 5 6 2171 ح 5424 ، صحيح مسلم 4 : 1746 ح 2224 ، وعن علي بن أبي طالب : العين حقّ ، والرُّقَى حقّ ، والسحر حقّ ، والفال حقّ ، والطيرة ليست بحقّ ، والعدوى ليست بحق . نهج البلاغة : 546 رقم 400 تحقيق صبحي الصالح .

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست