«لو
ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمّي أحداً منهم إلاّ عليّاً»[588] .
ولو تأملت في أسماء أولاد الإمام علي
من بعد الإمام الحسين لرأيت أنّ اسم «علي» موجود عندهم بكثرة كاثرة .
فأحد أولاد الإمام عليّ بن الحسين بن
عليّ (السجّاد ، زين العابدين) المعقبين سُمّي بعلي الأصغر .
وكذا أحد أبناء أخيه (الحسين الأصغر)
المعقبين سمى بعلي أيضاً .
وابن أخيه الآخر (زيد الشهيد) اسمه
الحسين ذي الدمعة له ابن اسمه علي .
وللإمام الصادق ولدٌ باسم علي العريضي
وكنيته (أبو الحسن) صاحب كتاب (مسائل علي بن جعفر) .
ولعمر الأشرف بن علي بن الحسين ابنٌ
واحد عقبه ، اسمه عليّ الأصغر .
وقد خلّف الإمام موسى بن جعفر للإمامة
ابنه عليَّ بن موسى الرضا .
وللإمام الرضا ولد واحد وهو محمّد
الجواد ، وقد خلّف هذا ابنه عليّ بن محمّد الهادي .
فانظر إلى كثرة وجود اسم «محمّد » و
«علي» بين أئمة أهل البيت وأولادهم ; كلّ ذلك إصراراً منهم على إبقاء هذه
الأسماء عالية منتشرة ، مقابلةً لمخطّط آل أبي سفيان و إصرارهم على
محوها و إبادتها .
هذا عن التسمية
بعليّ .
أمّا الكلام
عن المجال الثاني ، فالأئمّة قد لا يخالفون التسمية بأسماء الثلاثة
للضرورة ، وقد تراهم يأمرون أصحابهم بهذه التسميات في ظروف هم
يقدّرونها .
روى ابن
حمزة الطوسي في الثاقب ، عن أحمد بن عمر ، قال : خرجت إلى الرضا(عليه
السلام)
وامرأتي بها حَبَلٌ ، فقلت له : إنّي قد
[588] الكافي
6 : 19 ح 7 ، وسائل الشيعة 21 : 395 ح 1 ، بحار
الأنوار 44 : 211 ح 8 عن الكافي .
وفي
مناقب آل أبي طالب 3 : 309 عن كتاب النسب عن يحيى بن الحسن قال يزيد
لعليّ بن الحسين : واعجباً لأبيك سمّى عليّاً وعليّاً ! فقال(عليه
السلام) :
انّ أبي أحبّ أباه فسمّى باسمه مراراً .