بما
هم أعداء لله ولرسوله ولأوليائه فهي مضرّة ; لقوله تعالى (إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فإنّ الله أَناطَ
محبّته باتّباع النبي ، وهو يفهم بأنّ الحب والبغض يجب أن يكون لله وفي
الله ، فمن اذى الرسول في عترته واعترض عليهم(صلى الله
عليه وآله)
وكتم الشهادة لوليّه فهو ممن أبغضه الله لا محالة .
إذن لابدّ من الاجهار والقول بوجود
المنافرة بين أهل البيت وبعض الصحابة ، لتخالف مواقفهم مع الذكر الحكيم
والسنة المطهرة ، فلا يعقل أن يكون تطابق تسميات الأئمّة(عليهم
السلام)
لأسماء الخلفاء عن محبة لأُولئك ، لأن الله لا يجمع حبّ وليه وعدّوه في قلب
واحد .
فقد تكون التسمية جاءت للعوامل التي
ذكرناها ، وقد تكون لوصيّة رسول الله (صلى الله
عليه وآله)
للإمام علي بأ نّه سيواجه
هكذا أمور فإن ابتُلي فَلْيُسَمِّ ، وقد تكون لتطييب نفوس الاخرين ، لكي
لا يصير الناس نواصبَ ، وقد أخبرني أحد المستبصرين أ يّام كان
على مذهب الخلفاء بأ نّه لمّا وقف على مطابقة اسم أحد أولاد
الإمام علي لاسم أحد الثلاثة ازداد حبّاً و إعجاباً بالإمام
عليّ ـ واعتبره صحابيّاً عظيماً حسب قوله ـ وقد كان لذلك من بَعْدُ أَثَرٌ في
تشيُّعه واستبصاره واهتدائه للحقّ ، وبكلامه هذا كان يريد القول بأنّ هذه
التسميات لها عامل إيجابي في بعض الأحيان وليست سلبية في جميع الحالات ، وإني
احببت الاشارة إلى كلامه في هذا الكتاب .
التسمية بعلي في أولاد الأئمّة
وعليه يدور عمل أهل البيت في التسميات
على مجالين :
أوّلهما تسمية
أولادهم بعلي .
والثاني عدم المخالفة
مع التسمية بأسماء الثلاثة في ظروف هم يقدّرونها ، وقد يكونون أُمروا بها ـ
في بعض الأحيان لظروف كانوا يقدرونها ـ .
وقد مرّ عليك ما يدل على المجال
الأوّل ، في كلام الإمام الحسين(عليه السلام)وقوله :