فيهم رجل صالح فيموت
فيخلف فيهم بمولود فيسمونه باسمه إلاّ خلفهم الله بالحسنى ، وما كنت لأفعل
ذلك أبداً .
فأتى الرسول
معاوية فأخبره بخبر ابن عباس ، فردّ الرسول ، وقال : فانقل الكنية
عن كنيته ولك خمس مائة ألف ألف .
فلمّا رجع
الرسول إلى ابن عباس بهذه الرسالة ، قال : أمّا هذا فنعم ، فكنّاه
بأبي محمّد[570].
وهذا النص يختلف عما نقلناه سابقاً[571] عن ابن
عبّاس ، وأ نّه أتى
عليّاً أ يّام خلافته
وطلب منه أن يسمّي ابنه ، فسمّا علياً وكنّاه بأبي الحسن[572] .
فإن طلب ابن عباس من الإمام علي في أن
يسمي ولده ـ أيّام خلافته(عليه السلام) ـ لا يتفق مع تسمية
ابن عباس مولوده بعد وفاة الإمام علي ; لما سمعه من رسول الله .
وكذا هو الآخر يخالف ما أخرجه ابن
عساكر ، عن عيسى بن موسى ، قال :
لمّا قدم
علي بن عبدالله بن عباس على عبدالملك بن مروان من عند أبيه ، قال له
عبدالملك : ما اسمك ؟
قال :
علي .
قال :
أبو من ؟
قال :
أبو الحسن .
قال :
أَتَجمَعُهُمَا
عَلَيَّ ؟! حوّل كنيتك ولك مائة ألف .
قال :
أمّا وأبي
حيّ فلا ، فلمّا مات عبدالله بن عبّاس كنّاه
[572] قال
ابن حجر في تهذيب التهذيب 7 : 312 ـ 313 وقد حكى المبرد وغيره أنّه لمّا
ولد جاء به أبوه إلى عليّ بن أبي طالب فقال : ما سمّيته ، فقال :
أو يجوز لي ان أسمّيه قبلك فقال (عليه السلام) :
قد سمّيته باسمي وكنّيته بكنيتي وهو أبو الأملاك ، وذكر بعد ذلك تغيير
عبدالملك لكنيته والله أعلم .