ثمّ قال : كيف قلتم : إنّا
ذرّيّة النبي(صلى
الله عليه وآله) ،
والنبيُّ لم يُعقِّب ، و إنّما العقب للذكر
لا للأُنثى ، أنتم ولد البنت ، ولا يكون لها عقب ؟
فقلت : أسألك بحقّ القرابة
والقبر ومن فيه إلاّ ما أعفيتني عن هذه المسألة .
فقال : لا ، أو تخبرني
بحجّتكم فيه يا ولد علي ، وأنت يا موسى يعسوبهم و إمام
زمانهم ، كذا أُنْهِيَ إليّ ، ولست أعفيك في كلّ ما أسألك عنه ،
حتّى تأتيني فيه بحجّة من كتاب الله تعالى ، وأنتم تدّعون معشر ولد علي أ نّه لا يسقط
عنكم منه شيء أَلِفٌ ولا واوٌ إلاّ وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزّ
وجلّ : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ
شَيء )[562] ، وقد
استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم .
فقلت : تأذن لي في الجواب ؟
فقال : هات !
فقلت : أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ
وَكَذَلِكَ نَجْزِى الُْمحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى )[563] ،
مَنْ أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليس لعيسى أب .
فقلت : إنّما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم(عليها
السلام) ،
وكذلك أُلحقنا بذراري النبيّ(صلى الله عليه وآله) من قبل
أُمنا فاطمة(عليها
السلام) .
أزيدك يا أمير المؤمنين ؟
قال : هات ! قلت : قول الله عزّ وجلّ : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ
وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )[564] ، ولم
يدّع أحد أنه أدخله النبيّ(صلى الله عليه وآله) تحت الكساء
عند المباهلة للنّصارى إلاّ علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين(عليهم
السلام) ،
فكان تأويل قوله عزّ وجلّ : ( أَبْنَاءَنَا ) الحسن