وقال(عليه
السلام)
لأبي الفضل : يا أبا الفضل ! ما تسألني عنهما ، فوالله ما مات منّا
بيت قطّ إلاّ ساخطاً عليهما ، وما منّا اليوم إلاّ ساخط عليهما ، يوصي
بذلك الكبير منّا الصغير ، إنّهما ظلمانا حقّنا ، ومنعانا فيئنا ،
وكانا أوّل من ركب أعناقنا ، والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل
البيت إلاّ هما أسّسا أوّلها ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين[536] .
وقال أيضاً(عليه
السلام) :
هما والله أوّل من ظلمنا حقّنا في كتاب الله ، وأوّل من حمل الناس على
رقابنا ، ودماؤنا في أعناقهما إلى يوم القيامة بظلمنا أهل البيت[537] .
وعن بشير قال سألت أبا جعفر [الباقر] عن أبي بكر وعمر فلم يجيبني ، ثم سألته فلم يجيبني ،
فلما كان في الثالثة قلت : جعلت فداك اخبرني عنهما ؟
فقال ما قطرت من دمائنا ولا دماء أحد
من المسلمين إلاّ وهي في اعناقهما إلى يوم القيامة[538] .
وفي خبر آخر عن بشير عن الباقر :
انتم تقتلون على دم عثمان بن عفان ، فكيف لو اظهرتم البراءة منهما[539] إذا لما
ناظروكم طرفة عين[540] .
وسئل زيد بن علي بن الحسين عن أبي بكر
وعمر فلم يجب فيهما ، فلمّا أصابته الرميّة فنزع الرمح من وجهه استقبل الدم
بيده حتّى صار كأ نّه
كبد ، فقال : أين السائل عن أبي بكر وعمر ؟ هما والله شركاء في هذا
الدم ، ثم رمى به وراء ظهره .