فقطع أصابع يده، ثمّ عاش حتّى أدرك الحجّاج ،
فاعترضه يوماً فقال: أيّها الأمير ، إنّ أهلي عقّوني.
قال: وبم
ذاك؟
قال: سمّوني
علياً.
قال: ما
أحسن ما لطفت، فولاّه ولاية ثمّ قال: والله لئن بلغني عنك خيانة لأقطعنّ ما أبقى
عَلِيٌّ من يدك[504].
وفي الوافي بالوفيات: وكان جدّ
الأصمعي عليّ بن أصمع سرق بسفوان ، فأتوا به عليّ بن أبي طالب ، فقال:
جيئوني بمن يشهد أ نّه أَخرجها
من الرحل، فشهد عليه بذلك، فقطع من أشاجعه، فقيل له: يا أميرالمؤمنين ألاّ قطعته
من زنده؟
فقال: يا سبحان الله ! كيف
يتوكأ؟ كيف يصلّي؟ كيف يأكل؟
فلمّا قدم الحجاج
البصرة أتاه عليّ بن أصمع، فقال: أيّها الأمير إنّ
أبويّ عقَّاني، فسَمَّياني عليّاً، فسمِّني أنت.
فقال: ما أحسن ما
توسّلت به، قد ولَّيتك سَمَكَ البارجاه، وأجريت لك كلّ يوم دانقين فلوساً، ووالله
لئن تعدّيتهما لأقطعنّ ما أبقاه عليّ عليك[505].
وقال هشام بن الكلبي : إنّي
أدركت بني أَوْد وهم يعلّمون أولادهم وحرمهم سبّ عليّ بن أبي طالب (عليه
السلام) ،
وفيهم رجل [من رهط
عبدالله بن إدريس بن هاني] ، دخل على
الحجّاج فكلّمه بكلام فأغلظ عليه الحجاج في الجواب ، فقال: لا تقل هذا أيّها
الأمير، فما لقريش ولا لثقيف منقبة يعتدُّون بها إلاّ ونحن نعتدُّ بمثلها.
قال: وما مناقبكم؟
قال: ما ينتقص عثمان ولا يُذكَرُ بسوء
في نادينا قطّ.