وروى
عطاء، عن عبدالله بن شداد بن الهاد، قال: وددت أن أُ تْرَكَ
فأحدّث بفضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوماً إلى اللَّيل; و إنّ عنقي
هذه ضربت بالسيف.
قال: فالأحاديث الواردة في فضله لو لم
تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة، لانقطع نقلها ; للخوف
والتقية من بني مروان ، مع طول المدّة، وشدّة العداوة; ولولا أنّ لله تعالى
في هذا الرجل سرّاً يعلمه من يعلمه لم يُرْوَ في فضله حديث، ولا عرفت له
منقبة ، ألا ترى أنّ رئيس قرية لو سخط على واحد من أهلها، ومنع الناس أن
يذكروه بخير وصلاح ، لخمل ذكره، ونُسِيَ اسمه، وصار وهو موجود معدوماً، وهو
حيّ ميتاً! هذه خلاصة ما ذكره شيخنا أبو جعفر رحمه الله تعالى في هذا المعنى في
كتاب التفضيل[494].
والأنكى من ذلك أنّ بني أمية وأتباعهم
أخذوا يضعون الأحاديث المضحكة في فضلهم وفضل أسلافهم ، و يغيّرون
المفاهيم، وقد بدّلوا معنى « آل البيت » المختصّ
بعترة الرسول إلى زوجات النبيّ ، ثمّ إلى كلّ من لم يشتم أبابكر وعمر وعثمان
ومعاوية !!
فقد روى ابن عساكر عن الإمام الحسين(عليه
السلام)
أ نّه
قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن جبرئيل (عليه
السلام) ،
عن ربّه عزّ وجلّ : أنّ تحت قائمة كرسي العرش في ورقةِ آس خضراء مكتوب
عليها : لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، يا شيعة آل محمّد لا
يأتي أحد منكم يوم القيامة يقول « لا إله إلاّ الله » إلاّ
أدخله الله الجنة ، قال : فقال معاوية بن أبي سفيان : سألتك بالله
يا أبا عبدالله مَنْ شيعة آل محمّد ؟ فقال : الذين لا يشتمون الشيخين
أبابكر وعمر ، ولا يشتمون عثمان ، ولا يشتمون أبي ، ولا يشتمونك يا
معاوية[495] !!!
هذا وما عشت أراك الدهر عجباً .