بينه وبين عبدالله
بن جعفر كلام، فقال يحيى: كيف تركت الخبيثة؟ يعني المدينة.
فقال: سمّاها رسول الله طيّبة وتسميها
خبيثة؟!! قد اختلفتما في الدنيا وستختلفان في الآخرة.
فقال [ ابن
أبي العاص ]: والله لَئِنْ أموت ، أُدفن بالشام ـ الأرض المقدسّة ـ أحبُّ
إليَّ من أن أدفن بها!
فقال عبدالله: اخترتَ مجاورة اليهود
والنصارى على مجاورة رسول الله والمهاجرين والأنصار[451].
وجاء في مروج الذهب : أنّ مسلم
بن عقبة ـ الذي يقال له : مسرف أو مجرم بن عقبة المُرِّي ـ استباح المدينة
بعد واقعة الطف ، وأخاف أهلها ، وأخذ البيعة منهم على أ نّهم عبيد
ليزيد ، وسمّى المدينة « نتنة » ،
وقد سمّاها رسول الله طيبة[452].
وذكر أصحاب السير والتاريخ : أنّ
معاوية لمّا تغلّب على الأمر قيل له: لو سكنت المدينة فهي دار الهجرة وبها قبر
رسول الله.
لأ نّه كان
يسعى لبناء مجد خاصّ به وبالأمويين، ولو تأ مّلت في النصوص
السابقة لعرفت اختلاف المنهجين، فيحيى بن الحكم بن أبي العاص يعتبر الشام الأرض
المقدّسة وأن الدفن فيها أحب إليه من الدفن في مدينة الرسول، في حين عبدالله بن
جعفر يقول له: اخترتَ مجاورة اليهود والنصارى على مجاورة رسول الله والمهاجرين
والأنصار.
ومسرف بن عقبة يصف مدينة رسول الله بـ
« النتنة » مخالفاً
بذلك رسول الله الذي سمّاها طيبة ، ومعاوية يقول عن سكونه في المدنية :
قد ظللت.
بلى ، أنّها حرب الأسماء ،
فإنهم رووا أحاديث كثيرة في فضل الشام ومعاوية