فغصب
فدك وأخذ الخمس والفيء من قبل الشيخين ، هو نفسه نهج معاوية والأمويين
بزيادةِ قطع عطاء الشيعة وخصوصاً لمن سُمّي بـ « عليّ » ،
وان هذه الضغوط تخرج الانسان من نصابه وخصوصاً حينما نراهم يذبحون و يسجنون كلّ
من ينتمي لأهل البيت ولو بالاسم ، بل الأمويون كانوا يودّون أن لا يبقى من
بني هاشم نافخ ضرمة حسبما سيتضح لك في الصفحات القليلة القادمة .
معاوية وأبادته للهاشميين
جاء في عيون الأخبار لابن
قتيبة ، عن أبي الأغرّ التميمي : إنّ رجلا من أهل الشام يُعرف بعرار بن
أدهم طلب براز العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب يوم صفّين بقوله : يا
عبّاس ، هلمّ إلى البراز !
قال العبّاس : فالنزول إذاً
فإنّه إياسٌ من القفول ; فنزل الشاميّ ، وهو يقول :
إن تركبوا فرُكوبُ الخيلِ عادَتُنا***أو تنزلون فإنّا
مَعْشَرٌ نُزُلُ
وثنى العباس وِركَهُ منزل ، وهو
يقول :
وتصدّ عنك مَخِيلَة الرّجُل***العرِّيض موضحِةٌ عن
العَظمِ
بحُسامِ سيفك أو لسانِك***والكَلِمُ الأصيلُ كأرغَبِ
الكَلمِ
فتكافحا بسيفيهما مَليّاً من نهارهما ; لا يصل واحدٌ
منهما إلى صاحبه لكمال لامته ; إلى أن لحظ العبّاس وَهْياً في درع
الشاميّ ، فأهوى إليه بيده ، فهتكه إلى ثُنْدُوَته ، ثمّ عاد
لمجاولته وقد أصحر له مفتَّق الدرع ، فضربه العباس ضربَةً انتظم بها جوانحَ
صدره ، وضرّ الشاميّ لوجهه ، وكبّر الناس تكبيرة ارتجّت لها الأرض من
تحتهم ، وأنشَامَ العباس في الناس وآتساع أمره ، و إذا قائل
يقول من ورائي : ( قَاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ