تعاطفا مع معاوية و يزيد
وسمَّيا أولادهما بمعاوية ويزيد ، مضافاً إلى تسمية عبدالله بن جعفر ابناً
آخر له باسم أبي بكر ، وقيل بأن هذا كان كنية لابنه محمّد الأصغر وليس هو
باسم لَهُ ، لكن الأمويين والعباسين حرفوه وجعلوه اسماً ، كلّ هذه
الأمور دعت الهاشميين إلى أن يهجروا عبدالله بن جعفر .
قال ابن
إسحاق : لم يسمّ أحد من بني هاشم ولده بمعاوية إلاّ عبدالله بن جعفر ،
ولمّا سمّاه هجره بنو هاشم ، فلم يكلّموه حتى توفّي[426].
ولا يخفى عليك إنّ هجر الطالبيين
لعبدالله بن جعفر كان لهيجان عاطفي أصابهم ، وهو أمر وجداني يصيب كل
أحد ، لأ نّهم كانوا
يرون أنفسهم مظلومين ، فمن جهة يرون الأمويين يشعلون نار الفتنة بين الناس و يثيرون
الحساسيات بين الهاشميين وبين الأنصار .
ومن جهة أخرى يستغلّون أبناء الصحابة
واخوانهم في حروبهم وفي مواقفهم ضد الطالبيين ، فأبناء أبي طالب لم يرتضوا
التسمية بمعاوية ويزيد في ظروفهم العادية ، وان كانوا قد سمو ـ في ظروف خاصة
ـ اولادهم بإسماء الثلاثة .
وقد يمكننا أن نعذر عبدالله بن
جعفر ، لأن الطالبيين عموماً والعلويين بوجه خاص كانوا يمرون بضغوط مالية
ومعنوية عالية ، فالبعض منهم كان يصبر ، والآخر كان لا يطيق
الصبر . مثل عبدالله بن جعفر .
فإنّ عبدالله بن جعفر كان في ركاب
عمّه أميرالمؤمنين في خلافته وبيعته وحروبه . لكنّ الحقد الأموي وأَخْذَ
الخمس والفيء وفدك وغيرها من آل البيت ، جعلهم يرزحون تحت وطأة الضغوطات
اللئيمة ، ومثل هذا ستراه في مواقف عمر الأطرف ابن أمير المؤمنين[427] .