وفي نص آخر : « من
اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكّلوه به واهدموا داره » ،
قال ابن أبي الحديد : فلم يكن البلاء أشدّ ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما
بالكوفة ، حتّى إنّ الرجل من شيعة علي (عليه
السلام)
ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سرّه ، و يخاف من
خادمه ومملوكه ، ولا يحدّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتُمنَّ عليه[416] .
ولا يخفى عليك بأن محاربة اسم عليٍّ
كانت ضمن هذه السياسة المشدّدة ضده(عليه السلام) و إليك بعض
النصوص في ذلك .
فجاء في كتاب ( الكافي ) ، عن
عبدالرحمن بن محمّد العزرمي ، قال :
استعمل معاويةُ مروانَ
بن الحكم على المدينة ، وأمره أن يفرض لشباب قريش ، ففرض لهم ،
فقال علي بن الحسين(عليه السلام) :
فاتيته ، فقال : ما اسمك ؟
فقلت :
علي بن الحسين .
فقال :
ما اسم أخيك ؟
فقلت :
علي .
قال :
علي وعلي ؟! ما يريد أبوك أن يدع أحداً من ولده إلاّ سمّاه علياً ؟
ثمّ فرض
لي ، فرجعت إلى أبي فأخبرته ، فقال : ويلي على ابن الزرقاء دبّاغة
الأَدَم ، لو ولد لي مائة لأحببت أن لا أسمّي أحداً منهم إلاّ علياً[417].
وهذا النصّ يرشدنا إلى أنّ الحساسيّة
مع اسم عليّ صُرِّحَ بها علانيةً منذ أن
[415] شرح
النهج 11 : 45 ، كتاب سليم بن قيس : 318 -