l
أ مّا دور
عائشة في التسمية ، فكان انفعالياً يحمل بين جوانبه الحقد والضغينة ،
فقد جاء في كتاب « الشافي في
الإمامة » وغيره
والنص منه :
عن
مسروق ، قال : دخلت على عائشة فجلست إليها تحدّثني ، فاستدعت
غلاماً لها أسود يقال له عبدالرحمن ، حتّى وقف ، فقالت : يا مسروق
أتدري لِمَ سمّيته عبدالرحمن ؟ فقلت : لا ، فقالت : حبّاً
منّي لعبد الرحمن بن ملجم[375].
انظر إلى كلام عائشة لترى البغض والضغينة
يطفحان على كلامها ، وهو نص قد صدر عنها بعد سنة أربعين للهجرة يقيناً ،
أي بعد شهادة الإمام عليّ(عليه السلام) .
وفي هذا النص نقلةٌ نوعيّة لموضوع
التسميات ، حيث إنّ الإمام عليّاً ـ وطبقَ النصوص
السابقة ـ لم يجرح ولم يتعرّض لأحد كما فعلته عائشة في النصّ
الآنف ، بل إنّه(عليه السلام) كما في ( تاريخ
المدينة ) لابن شبّه
أخبر عن ولادة مولود له ثم قبوله طلب عمر في تسمية ابنه بعمر .
لكنّه لمّا رأى ـ من
بعد ـ استغلال الجهاز الحاكم لهذا الأمر ، أراد أن يوضّح سبب
تسميات أبنائه ; أو قبوله بها من خلال تسمية ابنه الثالث بعثمان ،
مصرّحاً بأ نّه سمّاه
حبّاً بأخيه عثمان بن مظعون لا غير ، وفي كلامه(عليه
السلام)
إشارة إلى جانب إيجابي ، وفيه توضيح لحقيقة بقيت خافية على المسلمين لذلك
اليوم في سبب تسمية أبنه بعمر ، فخاف أن تستغل من قِبلَ الآخرين في عثمان
كذلك ، ولأجله قال : ( إنما سميته باسم أخي
عثمان بن مظعون ) ،
فلا ترى في كلامه (عليه السلام) شيء سلبيّ كالّذي
رأيناه في كلام عائشة .
أي أ نّه(عليه
السلام)
أراد تصحيح التصوُّرات الخاطئة التي كان يحملها بعض الناس