وهل
هما اسمان بذيئان أو يحملان معنىً عقائدياً باطلاً ؟ في حين أنّك قد وقفت قبل
قليل على أنّ اسم حمزة من أحبّ الأسماء إليه(صلى الله
عليه وآله) ، فما يعني
هذا ؟
الجواب : لا ليس
الأمر كذلك ، بل هما اسمان محبوبان ولهما معنى حسن لغة واعتقاداً ، وقد
افرد النوري في مستدرك وسائل الشيعة باباً باسم ( استحباب
التسمية بأحمد والحسن والحسين وجعفر وطالب وعبدالله وحمزة وفاطمة ) .
وقد روي في أخبار آخر الزمان بأنّ
السفياني سيقتل كلّ من سمّي بعليّ والحسن والحسين وجعفر وحمزة ، وهو يشير إلى
أ نّها
رُمُوزٌ علوية عقائدية سياسية مضافاً إلى أنّها أسماء حسنة ولها معاني حسنة ،
وأنّ رجالها رجال خير وشهداء ، اذن لماذا غيّر رسول الله مثل هذه
الأسماء ؟ وماذا يعني فعله(صلى الله عليه وآله)؟
الجوابُ هو أنّ هذه
الأسماء أسماء حسنة و يجوز التسمية بها ، بل التسمية بها
مستحبّة حسبما أفرد المحدّث النوري باباً لها في مستدركه ، لكنّ الأمر أ نّه لم يكن
مثل التسمية بالحسن والحسين ، لأنّ اسميهما من الأسماء الربّانية المشتقّة من
اسم الباري ، وأن هذا التغير خضع لأمر الباري ; إذ جاء في تاريخ دمشق
بإسناده عن عبدالله بن محمّد بن عقيل : إنّ عليّا لمّا ولد ابنه الأكبر سمّاه
بعمّه حمزة ، ثمّ ولد ابنه الآخر فسماه بعمّه جعفر ، قال : فدعاني
النبي(صلى
الله عليه وآله)
فقال: إنّي
قد أُمِرْتُ أن أغيّر اسم هذين ، قال: قلت : الله ورسوله
أعلم ، فسمّاهما حسناً وحسيناً[335].
وفي آخر ذكر المحسن معهما فقال:
سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر[336] .
[335] تاريخ
دمشق 14 : 117 ، والخبر في مجمع الزوائد 8 : 52 ،
قال : رواه أحمد وابو يعلى بنحوه والبزار والطبراني ، وفيه عبدالله بن
محمّد بن عقيل وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح ، مسند أحمد
1 : 159 ح 1370 -
[336] مسند
احمد 1 : 98 ح 769 ، مناقب الكوفي 2 : 221، مستدرك
الحاكم 3 : 180 ح 4773 ، وفي روايات العامة انّه عليه السلام سمّى
أولاده الثلاثة بحرب وهو لا يتفق مع الروايات الاخرى وباعتقادي باطل وبيانه يحتاج
إلى وقت آخر .