وهناك شيء آخر لفت انتباهي ، وهو
ما روي عن سودة بنت مسرح ، قالت : كنت فيمن حضر فاطمة رضي الله عنها حين
ضربها المخاض في نسوة ، فأتانا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : كيف
هي ؟ قلت : إنّها لمجهودة يا رسول الله ، قال : إذا هي وضعت
فلا تسبقيني فيه بشيء ، قال : فوضَعَتْ فَسَرُّوهُ[332] ولفّوه في
خرقة صفراء ، فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : ما
فعلت ؟ فقلت : قد وضعت غلاماً وسَرَرْتُهُ ولففته في خرقة ،
فقال : عصيتني ، قلت : أعوذ بالله من معصيته ومن غضب رسوله صلّى
الله عليه وسلّم ، قال : فائتني به ، فأتيته به فألقى عنه الخرقة
الصفراء ولفّه في خرقة بيضاء ، وتفل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في فيه
وألبأه بريقه ، فجاء عليّ رضي الله عنه فقال : ما سمّيته يا عليّ ؟
قال: سمّيته جعفراً ، قال : لا ، ولكن حسن وبعده حسين وأنت أبو
حسن ، وفي رواية : وأنت أبو حسن الخير . رواه الطبراني بإسنادين[333] .
وفي الذرية الطاهرة للدولابي: حدّثنا
أحمد بن يحيى الصوفي ، نا يحيى بن حسن بن القزاز ، نا عمرو بن
ثابت ، عن عبدالله بن محمّد بن عقيل ، عن محمّد بن الحنفية ، عن
علي : أ نّه سمّى
الحسن بعمّه حمزة وسمّى حسيناً بعمّه جعفر ، قال: فدعاني رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم فسمّى الأكبر بحسن ـ بعد حمزة ـ وسمّى
الأصغر بحسين ـ بعد جعفر ـ[334].
وهذا الخبر يدعونا إلى السؤال :
لماذا يغيّر رسول الله اسم حمزة وجعفر ؟