الثانية : قوله تعالى : ( يَسْتَفْتُونَكَ
قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ )[244] .
الثالثة : قوله تعالى : ( هَاؤُمُ
اقْرَؤُا كِتَابِيَهْ )[245] .
الرابعة : قوله تعالى : ( آتُونِي
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً )[246][247] ، فلمّا رأى القارئ
بالجرّ أنّ العاملين إذا اجتمعا حمل الكلام على أقربهما إلى المعمول ، حمل في
هذه الآية على أقربهما وهو الباء دون قوله تعالى : ( اغسلوا ) ، إلاّ أنّ الفارسيّ
حمل المسح على الغسل متشبّثاً بدليلين عَلِيْلَيْنِ هما :
1 ـ ما
رواه بعضهم ـ الذي زعم الفارسيّ أنّه غير متّهم بالكذب[248] ـ : أنّ المسح بمعنى الغسل
الخفيف . وقوّى ذلك بما رواه عن أبي عبيدة أنّ المسح ورد بمعنى
[248] .
ولا يخفى لطف هذه العبارة ، فإنّ الذي لم يشتهر بالكذب لا يستلزم أن لا يكذب
أصلاً فهو قد يكذب ، غايته أنّه لم يعرف بذلك ولم يشتهر ، وإذا كان نقل
هذا الرجل المجهول حجّة وسبباً لصرف القرآن عن ظاهره وإخراج محكمه عن حكمه ،
فكيف لا يكون كلام ابن عبّاس حجّة للماسحين وهو حبر الأُمّة ، والذي كان من
العلم والفضل والصدق بمكان قلّما يبلغه غيره ؟ ويا ليت الفارسيّ سمّى لنا ذاك
الرجل حتّى ننظر في شأنه وروايته . ولعلّ الفارسيّ أراد غمزاً في كلام
الغاسلين ولم يصرّح بذلك ، لأنّ التقية لم تتح له أكثر من ذلك .
اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 96